*غناء وعاصفة*
كانت الساعة الواحدة بعد الظهيرة حرارة الصيف تشعل قناديل الدخول على الطقس، الجو حار كبداية من شهر مايو فرحة العيد لم تكتمل بعد، إنه اليوم الرابع من عيد الفطر وكالعادة لا تخلو أيام العيد من النزهات مع الأصدقاء والعائلات،إنها رحلة منظمة إلى إحدى الأماكن التاريخية مع الأصدقاء،أصدقاء الثقافة،انطلقنا في الساعة الواحدة والنصف من مدينة لحج إلى مدينة عدن الشمس تسطع على رؤوسنا تبخر الفرحة بالتنهيدات المحملة بحبات العرق نقوم بتشغيل مكيف السيارة صخب الأغاني يعلو متجهين إلى معالم تاريخية نحتت في جبال الذكرى على مدينة عدن حيث يوجد قصر البراق الشاهق بالبناء المعماري،سألتُ أحد الأصدقاء المرشدين بالمعلومات والمثخن بالمعرفة لتأريخ عدن ولحج،كان يشرح ذلك بفخر أهز رأسي بدهشة...
قررنا أن نغادر المكان حتما بعد عدة محاولات بأن يسمحوا لنا بالدخول كان الجانب المزار من القصر لم يسمح بعد بينما الجانب الآخر مهجورا تسكنه الخفافيش والبوم والغراب ولربما الأشباح؛ لنضحي بأحد الأصدقاء يدخل ويستكشف لنا المكان عاد مذعورا ضاحكا بأنه مهجور يملؤه الغبار!
تسارعنا غاضبين لعدم السماح لنا بالدخول بعد تفكير وجدال إلى أين نتجه قفز بعض الأصدقاء نحن قررنا بأن نذهب إلى صهاريج عدن،قفزت قائلة: نعم،نعم لنتجه إلى الصهاريج بأرواح المرح غادرنا في الساعة الثالثة مساءً وصلنا إلى مدخل الصهاريج الشاهق استقبلنا حارس البوابة ليوقفنا ويسألنا قائلا:
ـ كم العدد؟
قفزت قائلة بعد أن أحصيت عددنا...
ـ احد عشر شخصا...
ـ أدفعوا قيمة الدخول على الواحد خمسون ريالاً!
تمتمت في داخلي يالله حتى آثارنا نراها بمبلغ!
بعد استلامه سمح لنا بالدخول والتجول والتقاط الصور التذكارية لنا جميعا كفريق...
بعد أن هممنا بالمغادرة وجدنا على ساحة الصهاريج رجلاً مسناً وأمامه آثار من مجوهرات الفضة والنحاس القديمة وعملات قديمة كانت تستخدمها اليمن والجنوب قديما حاول بعضهم شراء اساور نسائية منه ،قال أحدهم مازحا: هههه؛ يبدو أنكم سوف تهدونها لحبيباتكم بمناسبة العيد!
غادرنا متجهين إلى ساحل منتجع الفيل قال الجميع إنه يقيم حفلات في الساعة الثامنة مساءً،وها هو الأمر نفسه الدخول بصعوبة بالغة حشود من الناس، النساء والرجال صراخ كلٌ يود الدخول أولا،الحارس يصرخ:
ـ هاتوا مبلغ الدخول خمسمائة ريالٍ...
دفعنا جميعا كفريق واحد أعطانا كروت الدخول،حشد من الناس يحمل الكراسي بعضهم قد سبق وهاهم قاعدون اتجهنا نحن إلى ساحة المسرح على الشاطئ،البحر على الجانب الأيمن نسمات باردة تداعب أجسادنا وملابسنا،جماعة من فريقنا تنفرد،شكلوا حلقة تتعالى أصواتهم صخبا بضحكات تفتح إحدى الإناث الأغنيات الصاخبة الأصوات تتعالى بالتصفيق والترديد أسحب كرسيّ بعيدا عنهم وأقول متمتة في نفسي لا حاجة لي إلى أصوات أخرى يجيدون الغناء فصوتي كافٍ ؛مبتسمة وغاضبة!
تقفز امرأة لا نعرفها:
ـ ألا ترون كيف الطقس تغير لربما سوف يفيض البحر فوقنا اطفئوا هذا الصخب...
أقفز قائلة:
ـ أسكتوا هذه المهزلة...
المطر يزداد صوت العاصفة يتعالى الغبار يطمس الملامح ،يرفع الملابس، الناس تصرخ هاربة،عاصفة غضب عاصفة غضب يا الله!
دعاء الأهدل

إرسال تعليق