-->

روائع الادب روائع الادب
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

آه ياحنان

*آااه يا حنان*

لم تكن حنان أفضل مني البتة ، لكن الشيء الوحيد الذي يميزها عني هو(المال) فوالدها من الطبقة البرجوازية. ولستُ أكرهها لذلك لكنني أعلل كرهي لها باستفزازها الدائم لي وسخريتها المفرطة ، التي كانت دأبها منذ صغرها.

أتذكر جيدًا عندما كنت في الروضة ، كانت جارتي حنان تدرس في روضة خاصة راقية ، في الوقت الذي كنت أحدثها به عن الطباشير التي كانوا يعطوننا في الروضة لنرسم على الأرض كانت هي تحدثني عن اللوحات والألوان المائية التي  يعطوننا إياها ، وحين أخبرتها عن الحليب البارد الذي يقدمونهُ لنا في(دبة الترمس) والكأس المعدن ، كانت تبصق على الأرض من شدة التقزز وتصف لي أنواع العصير المعلب الذي يقدمونه لهم ، بدأ كرهي لحنان حين كنت في السابعة من عمري حين كنت أحمل بيدي شوكلاته(سندباد) شريتها من مصروفي المدرسي الذي خبئته إلى العصر، ووجدتها تجلس وحيدة بجانب منزلها اقتربت منها وأنا مبتسمة وطلبتها للعب معي ووافقت على الفور  قمت بقسم الشوكولاتة التي أحملها إلى نصفين وأعطيتها نصف ، لكنها رمته على الأرض فورًا وأخرجت من جيب فستانها شوكلاته(كندر) ولم أكن قد تذوقت هذه الشوكلاتة البتة لغلاء سعرها ثمَّ قالت بزهو :(وع.. أنا عندي أحسن)

آااه يا حنان

لم يزعجني كلامها بقدر ما أزعجني نصف السندباد المرمي على الأرض الذي لا أستطيع أخذه فقد كانت تسيطر علي خرافة(لحسه الشيطان)
كنت نادمة جدًا لأنني أعطيتها ، لقد اشتريته من مصروفي بخمسة ريالات والمشكلة كانت أنني أعطيتها النصف الأكبر.

حتى جارنا الوسيم أحمد الذي كان من أعز أصدقائي والذي كانت تربطني به علاقة وطيدة  ، صار حليفها ونحن في الصف الخامس ، لقد باع صداقتنا من أجل قطعة جالكسي ، ونسي أنني كنت أشتري له من مصروفي (السندباد ، والتوفي لك ، والتدلي) بل كنا الاثنين مغرمين بالسندباد كان يأخذ الأزرق وآخذ الوردي ، وغالبًا نجمع المال ونشتري قطعة من الكيك بعشرين ريالًا ونزينها ( بالبينوز ، وقطع السندباد) لكن آخر حديث كان بيننا حين قال لي( مللت من السندباد ، حنان تعطيني الجالكسي)  فتركته لحنان( إن القذارة تقبع في الداخل لا في الخارج هكذا تقول القاعدة)

آااه يا حنان

 في الصف السادس حين جاء بائع غزل البنات( شعر البنات)

خرجت حنان وهي ترتدي أجمل الملابس ورائحة عطرها الزكية تزرع بستانًا من الورد في مخيلتك فور استنشاقه ، اقتربنا من البائع أنا وهي دفعت له خمسة ريالات ودفعتُ له خمسة أيضًا فأعطانا من واحدة ، فتحت كيسها وأخرجت الورقة الصغيرة لتعرف ماذا يخبئ لها الحظ ، عبس وجهها بعد قراءة الكلمة ، اختلستُ النظر فوجدتها( بالونة) شعرت بالانتصار وفتحت كيسي وهي تنظر إلي وكأنها تتمنى أن لا يكون حظي أفضل فوجدتها بالونة أيضًا ، فكان تعادلنا أشبه بهزيمة ساحقة بالنسبة لها ، لكن ملابسها الغالية جعلت البائع يقرأ ورقتها(خاتم) فأعطاها خاتمًا وهو يقول لها(ولا تزعلي يا حلوة هذا أحلى خاتم) لبسته في بنصرها وهي تبتسم بمكر  ، أما أنا فأعطاني بالونة صغيرة جدًا ، تبرز عروق رقبتي كلها وأنا أنفخها ولسوء حظي كانت مثقوبة.

آااه يا حنان

طبعًا حنان كان مستواها متدنًيا جدًا في دراستها، بل إنها بليدة أشد البلادة وعندما كنت أصارحها بذلك ترد باستهجان ، حتى عند دخولها الثانوية كانت تكتب شكرًا بالنون ، هكذا أرسلتها لي حين أخذت مني إجابات اللغة العربية في الامتحان ، لكنها كانت تحصل على درجات ممتازة بالرشوة والمال ، حتى أنها كانت من أوائل الجمهورية في الثانوية صاحبة ال(اشكرن) هذه. ونحنُ المُدْقِعين في الدرك الأسفل.

المصيبة العظمى أنها سجلت كلية( الطب) وقُبلت وتخرجت هذا العام وهاهي تستعد لأن تفتح عيادة وسترك يا رب.

المهم أن جارنا الوسيم أحمد تزوجها وقد نشرت حنان في صفحتها على الفيسبوك في يوم زواجها( لا بأس أن تتزوجي فقيرن.. شرط أن يجعلكي ملكتهو)

ونشر أحمد بعد زواجهم بشهرين( لا بأس أن تتزوج من امرأة ثرية.. شرط ألا تكون بليدة )

عمومًا سمعت أنها عادت إلى منزل أهلها منذ اسبوعين بسبب خلافٍ بينهم يعلمه الله ، ونشرت في صفحتي ( من خان السندباد لأجل الجالكسي سيخونه الجالكسي لأجل شوكلاتة أخرى ، .  مقصودة )

إيمان خالد


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد هشام هاشم

Carousel

جميع الحقوق محفوظة

روائع الادب

2016