-->

روائع الادب روائع الادب
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

ثورة ٲنثى محجبة

*ثورة أنثى محجبة*

على أرض صنعاء  القديمة  وقفتُ لأُرثي أبوابها

جئتها  محملة بأنواع من الحزن
والكبت
جئتها مثقلة فرميت بكل ثقلي عليها
وتحملت ...

سلمت لتلك الأرض مفاتيح قلبي
ودمعي
تلمستها
وشكوت إلى الله حالها
ثم بكيت ....

ودعتها
وإستودعتها الله الذي لاتضيع بحوزته الودائع ثم مضيت ...

مضيت أبحث عن الحرية
ما بين  شوارع بلادي المشتعلة

وبين أدخنة النار  مضيت أتنفس  دخان الجور الأسود

وأرى الظلم ماثلاً أمامي وبكل بحاجة يحاول إستفزازي
و فجأة
ملامح ذلك الظلم ذكرتني
بكل ما حدث  قديماً
ذكرتني بوطني
بعائلتي
التي سرقت أرواحها بنادق أولئك الجنود قسراً
في تلك الليلة التي  كانت  بها عائلتي  مجتمعة لتحتفل  بمولدي ...

كان يوم مولدي  مأساويٌ
كهذا اليوم تماماً  ...

به سقطت كل أسماء شجرة عائلتي
وسقطت أيضاً  على رأسي الشجرة ...

رأيت  كل تلك الأسماء تتهاوى أمامي
وتسقط  مرمية  على الأرض حولي
كلُ إسم الى جانب جسد  صاحبه   .جميعهم دون حراك

كانت ليلة عاصفة للغاية
وكأن الخريف قد إشتاق لأن يزور أرضي
فجأة وفي ذلك الوقت المتأخر بالذات ...

جنّ  جنون الخريف وتطاول
وما زال يعبثُ
ويعصفُ بأشجار عوائل جديدة
في أطراف المدينة
وفي أواسط القرى...

أسماءٌ جدد إستوت بالأرض
وأوطان ودعت الخرائط هي أيضاً ولحقت بمن سبق.

تشتد الرياح من حولي
فترفع السنة اللهب
التي تمادت وحاولت كثيراً
الوصول اليّ دون إستحياء

ولحجابي أيضاً
ذلك  الذي حاول أن يقف أمام ثورة غضبي  لفترة طويلة
وحاول أن يخبئني خلفه  لسنوات...

حاول أن يقنعني بأني أنثى لا تصلح سوى للعويل
والنحيب ...

حاول ذلك الحجاب  أن يعيدني لرشدي مراراً ذلك الرشد الذي سأمته أنا ...
ذلك الرشد الذي حاول جاهداً أن  يضلل مكانة الفتاة الثائرة  ودورها .. ويلغي بإسم بعض المسميات المتشددة وجودها المهم  .

سأمضي في طريق الحرية بكامل أنوثتي
وسأرتب حجابي جيداً

سأُطعم هذة  الأوراق  بعضاً من النار التي
تشتعل في أرضي وفي جوفي
لسنوات ...

سأواجه تلك البندقية
وسأحاسبها عن كل الذنوب..

سأسائلها أين
أهلي?
أين عائلتي?
أين وطني المسلوب?


وقبل أن تجيب تلك البندقية عن تساؤلاتي

سأطعمها مزيداً من النار
التي أحرقتني لسنوات

وسأدعو بشراهة على تلك البنادق
سأدعو بأن تنفجر بعنف أمام ناظري
حتى وإن طالني ذلك العنف وشوه مبسمي
فلا باس
كوني أول أنثى تطعم البندقية والحرب
بعضاً من النار
حتى وإن كان على سبيل الحرف
والقلم.

هند🎼


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد هشام هاشم

Carousel

جميع الحقوق محفوظة

روائع الادب

2016