-->

روائع الادب روائع الادب
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

حنين

                          *حنين*

تمطرُ السماءُ كآبة ، وأنا أشاهدُ النجوم جميعها وهي تعلقُ خيباتي ، تحاولُ الغيوم أن تلتصقَ ببعضها للتتقمصَ دور عيني لكنها تفشل ، أرقدُ على فراشٍ مبلل بالدموع ، دفتري الذي دسستهُ تحت مخدتي قبل فراق شيعت جنازتهِ اليوم ، يبكيني  صوت نحيب الباب ، وأنا ما زلت أنتظرك .. 
ناديتُ عليك بكل بداية قصيدة وقفلتها ولم تأتِ ، تجنبت النوم طول هذه المدة خشية أن يمر طيفك بغتةً ويفوتني ولم يأتُ ، كنتُ أجلسُ طول الليل أنصت لصوتهِ علي أسمع صوتكَ يمرُ سهواً ، لكنني عبثًا أحاول . 
حين ذهبتُ للطبيب أشكو لهُ هبوطي المعنوي الحاد وشوقي المزمن ليصف لي العلاج المناسب ؛ ضحك بسخرية وقال معتذرًا إنهُ لا يستطيع أن يصف لي أي دواء !! 
كيف للطب أن يخترع كل الأدوية ويقف مكتوف الأيدي أمام هذهِ الأمراض ليعلن هزيمته ؟! 
بعده قررتُ أخيرًا أن أنساك .. وكان قراري غير قابل للتفاوض , بدأت بالتخلي عن القراءة وترك الكتب بشكل نهائي , فكل الكتب تحتوي على حروف اسمك ، وكل الكتب تجعلني أتخيلك أمامي تتحدث ، وكل الكتب تجعلك مخلدًا بذاكرتي لا تغادرني أبدًا ، أحرقتها جميعاً ، كما لو أنني ألقي بأعضائي في النار العضو تلو الآخر !! 
وحين انتهيت .. اضطرم شوقي أكثر وأصبحتُ أبكي بشكل هستري كما لو أنني لم أبكِ منذ سنوات طويلة ، وكأنني أخيرًا بكيت ، وكأنني أخيراً تألمت !! 

ماذا أفعل يا رب .. هل أقدم على الموت لينتهي كل شيء ؟ وماذا لو طلبتك بعد الموت أيضًا ولم أجد بصيصاً من الأمل لأراك ؟! 
أمر غريب جدا يا عزيزي أن يفكر شخص بالموت لينسى ويتوقع أن يشتاق بعد الموت . 

أنا هنا وحدي أكتب بقلم قديم حبره على وشك الانتهاء ، أنا هنا حيثُ لا أنت أشتاق لك عبثا ولا سبيل للرؤية. 
أنا هنا .. أنتظرك بأمل كاذب تعيد لي روحي وحبنا الذي كان. 
أنا هنا يا عزيزي .. توقفت عن الحياة ولم أتوقف عن حبكَ أبدًا . 



إيمان خالد

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد هشام هاشم

Carousel

جميع الحقوق محفوظة

روائع الادب

2016