-->

روائع الادب روائع الادب
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

إكتئاب ـ مزمن

إكتئاب_مزمن

في  شوارع مدينةً اسطنبول كنتُ جالسة في مقعد يطل حقول البنفسج.
كان يومًا إستثنائيًا لجميع العشاق ،  كل شخص كانَ ملازمًا لحبيبته . كانت أعينهم تحكي قصص حُبهم قبل أن تتفوه ثغورهم ،  جلستُ أُرتقب ذاك الجمال المسيطر من حوليّ.
أروح تتناجى تُقدم قربانًا للحُبْ حتى يدوم ،  قلوب منسوجة من الإيمان.

إِستوقفتنيّ عينيّ ...!
هناك شابًا ثلاثيني ،  عينيه غارقة بالحزن وكأنهُ يستوحش أحدهم.  أزحتُ بناظريّ فأنا مليئة بالخيبات وليسَ باستطاعتيّ مواساة أحد ،  قلبيّ ضلَ يشكو طعنات الخذلان من أحدهم ..
ما إن بدئت في مشاركتيّ لنفسيّ اشكو لها مابيّ ،  أُمارس طقوس الحزن مع نبضاتيّ جائنيّ يجر خيباته خلفه وقال وعيناه تسرد الأحزان واحدةٍ تلوَ أُخرى ...

هل يمكننيّ الجلوس بجانبك ..؟
رفعتُ رأسيّ نحوه ببطء وأنا مُثقلة من كل شيء ،  أجبته بصوت يكاد ينجو تفضل لا بأس ..
ثمَ أزحت بصريّ عنه.
همهمَ قائلًا ؛ هل يمكنني معرفة أيُ نوعًا من الزهور أنتِ.
رمقتهُ وكُليّ سخرية ..
 ثمَ أجبت ؛  تستطيع مناداتيّ "قمر" .
قالَ مُداعبًا ؛  ظننتُك زهرةً ،  وفجأتنيّ بأنكِ قمرًا ..

عاودت ممارسة حزنيّ وطقوسه ،  أتذكر كل خيبة ، وكل ألم تجرعتة بسبب حبيّ المفرط له.

عاود مقاطعتيّ قائلًا؛  بالمناسبة لا يأتي إلى هنا إلا حبيبيّن ، لما أنتِ وحدك.
رفعتُ رأسيّ وكليّ يُجيب ؛  أنت أتيت لتوقظ خيباتيّ من سباتها ،  ما الذي تريده منيّ اتركنيّ وشأنيّ ..
كانَ صوتيّ حادًا معه ..
عمَ الصمت في جسده ،  بعد دقائق وصلت إلى مسامعيّ تنهيدات توحي بعذاب قلبه ..
لم أُعره نظرةً  فأنا أُقدس طقوس حزنيّ كثيرًا.
بدء ينفض من عاتقيه الألم المكنون قال وعينيه تسرد كل الحكاية؛  إنكِ تشبهينها ملامحك تذكرنيّ بها ،  عينيكِ ،  إبتسامتكِ ،  حتى غضبكِ ،  وحزنكِ.
كانت كل حياتي بل كانت الزهور لقلبيّ ،  كانت تُحبُنيّ أكثر مما أُحبُها .
لم تكُن تمُس قلبيّ بوجع ،  كانت البلسم لجروح روحيّ.
كانت تُضيء ليّ ما كانَ مُعتمًا في داخليّ ،  إنها تشبه النعيم الذي لا ينقطع ،  إنها جنانيّ السبع .
ذهبت منيّ تلاشت كسراب ،  تبعثرت كأشلاء ،  تطايرت كرمادٍ . أشعر بالوجع لم أعترف لها بحبيّ العظيم  غادرتنيّ بلا موعد ، كنتُ سيئًا معها عذبتُ قلبها كثيرًا  ،  كانت صبورة للغاية.  إنها ملاكًا طاهرًا ،  كنتُ فضًا غليظ القلبِ معها.  جعلتُها تُذرف كل مابها من دموع ،  لم تكُن تتفوه بأي كلمة.
ليتها تعود لأعترف لها بأنيّ أُحبُها ،  بأنيّ أفتقدُها . إنها غيمات السعادة التي رحلت عن سمائيّ ..

رقَ قلبيّ لحديثه  سئلته وكلماتيّ يعتريها الألم أين ذهبت ..؟
فاضت بحور عيناهُ أجاب بصوتٍ يغتصبه الوجع ذهبت إلى السماء ،  ذهبت إلى الجنان مكانُها هناك.  أما أنا فقد كنتُ جحيمًا لها ..
 مرت بنا عاصفة الصمت لدقائق ،  كان ينوح قلبه ويبكي.
حاولت تبدل أطراف الحديث معه لأُخفف عنه قليلًا ،  ثمَ قُلت ؛  نعرف من يصبر علينا  حين نفقدة.
وقلتُ بهمسًا ليته كان مثلك يعرف قيمتيّ ..
قاطعنيّ عمن تتحدثي ..!
نظرتُ للجهة الأخرى وكليّ يتوجع على بعضيّ ،  أنهيت طقوس البُكاء وبدئتُ بتبادل وسرد مايؤلمنيّ.
لطالما كنتُ أُحبُه اكثر مما ينبغيّ  ،  إستنزفت كل شحنات الحُب التي في ذروة قلبيّ ،  مددتُ له يديّ لأنتشله من خندق أوجاعه.
كنتُ له النور المنسوج لطريقه المظلم ،  أثقل كاهليّ بخذلانه المُتكرر.  شقَ في صدري نفقًا للأوجاع الغير متناهيه.
تشبت بأخرى تركنيّ في منتصف الطريق  أُقاوم متلازمات الإكتئاب.
ها أنا منذ عامين أزور العيادة الصحية لإفراغ كل خيباتيّ وذكرياتيّ معه.  جعلنيّ اتعاطى مسكنات لأهدء من نوباتيّ ..

قطعتُ حديثيّ وأنا أُهمهم بالرحيل ،  لا تهتم لأمريّ.  سأذهب حالًا أنه موعديّ مع الطبيب النفسانيّ أُحاول نسيان ذاك الأنانيّ.
أنا فقط آتيّ إلى هُنا لتجديد وعديّ له بأنيّ لم أخُنه.
وداعًا ..
أتمنى لك حياة سعيدة ..

#عائشة_أحمد

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد هشام هاشم

Carousel

جميع الحقوق محفوظة

روائع الادب

2016