ســيرة المكــان.
........................
قبل أن تشيخ الأرض
سوف أكون قد أنجزت
لكم سيرة المكان
وقبل أن تموت ذاكرتي خارج الدائرة
سأحكي لكم عن جامعتي
وألفة المكان معي
......................
أنا الآن هناك في حديقة
كلية الآداب
أتلمس رائحتي في الممرات
هناك نقشت اسمي على
الحائط,
حتى لاتموت ذاكرتي
وتنساني النوافير
كم عشقتها وهي تدفع المياه باتجاه السماء
غير أنني لو لم أكتب
اسمي هناك على جذع
الشجرة,
كنت نسيت الخطوات
مبعثرات بين أشجار الورد
التي شاخت
...................
الأشجار هي الأخرى
كائنات لها علاقتها بالمكان,
مثلنا تماما
الأشجار تضخمت ,
والحائط شاخ
والممرات تنسى إلى أين
نمضي
والسماء جف صدرها,
الأرض تشققت
لا ماء يبدي للأرض طراوتها
ولا قلب عاشقة ينبض ؟
عدا الحروب تتحرك
السلحفاة على أكثر من
جبهة وتلقي بالأشلاء
على الأرصفة
......................
هنا كان حبيبها يقف طويلا,
وفي يده كتاب
تحت هذه الشجرة شربا معا عصير الليمون
وفي تلك الزاوية سرق
من خدها قبلة,
وصفعته على قفاه
لهذا تمنى أن تكون الأرض مكعبة
كي يتدحرج العالم في الفضاء
ويظل هو مع حبيبته هنا
هكذا كان يعشق حبيبته
ويبني مستقبلهما بالتمني
أما هي فلم تكن تحفظ
تماما ذلك,
عدا أسماء الورد التي
تتفنن في الحديث عنها
......................
يا إلهي كم أنا غريبة في
هذه المدينة,
الخارجة من كتب التاريخ
غير منتمية (لبطليموس)
.................
صباح الخير سأعود
لأكمل معكم الحديث
فلا تنتظروني !!!!
...بدرية محمد الناصر
2019.2.5

إرسال تعليق