شهداء
يا من غرامي له بعد الهوى سجدا
الحب في أضلعي ما زال متقدا
هواك يا سيد الأحلام في كبدي
وفي هواك هديت الروح والكبدا
ما ضل قلبي عن الأشواق منصرفا
كلا ولا جفن عيني بالدجى رقدا
مذ فارقت بين قلبينا الحياة أسىً
والهم قد ظل بالإيلام مجتهدا
هلا رأيت من الأشواق علقمها
في مقلتي حلَّ والوجدان ما سعدا
القرب روضٌ ونار البعد تحرقه
يا ليت طيف الأماني اليوم ما ابتعدا
أبكي لدى الحال أوجاعا تؤرقني
أدمت بي الروح والأضلاع والجسدا
فانثر رماد الأماني بعد فرقتنا
إن الفراق أعاث اليوم واضطهدا
والحقد يهوى فراق العاشقين وكم
قومٌ على عشقنا يا فاتني حقدا
إني ورب السما ما زلت مضطربا
لا خاطري أو ضجيج الخافقين هدا
ولا مرادي مع الأحلام مجتمعٌ
ولا فؤادي سرورا بعدكم وجدا
أشكو إلى الله قهرا ليس يرحمنا
غير الأسى لم يكن يوما له ولدا
إنَّا نقاسي حنين الحب في ولهٍ
والقهر قاسٍ بنا إذ بالهوى جحدا
دعنا نخلد في التاريخ قصتنا
وللورى عاشقي فامدد إليَّ يدا
دعنا نوحد للآمال قوتنا
نستجمع الحب في ترحالنا وهدى
حتى نعيد إلى الأرواح بهجتها
ولا يضيع من العمر الزمان سدى
ونقطع الدرب أحبابا ومنهجنا
من عاهد الحب فليوفِ بما عهدا
وليعلم الكون هذا اليوم أجمعه
أنَّا لدى الحب يا روح الهوى شهداء
شاعر الوجدان رضوان الحرازي

إرسال تعليق