*في كنـف الوطن*
لــولاكَ يـــا وطني مـــا كنـت متكـــئا
فوق التّصَــــبّرِ أشـكي حـُـرقة الألـــمِ
كم سـالَ دمعي على أكتَاف مِقصَلتي
والحـــاكمون بُغـــاةٌ قد أحلـُّــوا دمِي
أفواجُ دمعـكَ في خـدَّيكَ يــا وطني
تتلــو على وجــعي مــا حَـــلّ بالأممِ
أعطيتَـــهُم كَنَفـا كي يَسعـــــدون بهِ
لكنــّــــهُم خـلطـوا الآثــام بالعِصَـــمِ
كم يــــأكلون نعِيمــــا أنت باســـطهُ
حتـى إذا شبـِــعوا داســوهُ بالقـَــدمِ
لو أنهــــمْ عَــرفوا أوجـَـــاع شَعبهمُ
لأدركــــوا ألـَـمَ الآهــــــات والسَّــقمِ
لكن مبــــــدأهـمْ أعـلى كُروشـــــهمُ
لا شيء غير بقاءَ الشعب في الظُّلَمِ
أراكَ يـــــــا وطـني مـثـل النبـيِّ إذا
زادوا بظُلمـــهمُ أغــدَقتَ بالكـــــرمِ
حتى إذا وخَزوا في العينِ إصبعهمْ
تعطـي لهُــم كرمـا بالخــير والنّــعمِ
لم يجرِ فيهم رحيق الحب يا وطني
أنّىٰ وفِكْـرهِمُ يرجــوا لـنــــا العــدمِ
أما ترى الشّعب يقضي نَحـبهُ كمَدا
والفــاسدون يَذُرُّوا الحَــال بالنِّــقمِ
إنّي لأَمـلكُ نفـسي لا ســِــواها فهَل
يرضيـــكَ صِبغتـها عليـــاء كالعَــلَمِ
لــو أنّ لِـي أنفُـس الدُّنيــا بِـــأكملها
تفـديكَ يا وطني فخرا بمـلءِ فمي
أوهَبتـــكَ العُـمر نَـذرا بَــوحهُ هـِبة
وما تبقَّى سخـــاء لاح في القــَـلمِ
✍ *عبدالباري الصوفي*

إرسال تعليق