*البحث عن ذاتي*
#صوفــيات
بحثتُ كثـــيرا على ظِـلّ خَـــوفي
فلــــم أرَ إلا الخفـــــــاء يَصِيــــبُ
مشيـتُ إلى حيـثُ لا شـيء مــنِّي
لعــــــــلِّيَ أرقُـب نفســـــي تغيـبُ
ولـــــكـنّ حظِّـي أرانـي ضَيـــاعي
وفـــوق الضَّيــــاعِ شقــاءٌ غـريبُ
فلا ضــوءَ في مَطـلعي حين آتي
ولا ظـــلمةً حـينَ روحـي تَخيـبُ
ولا يُحدِث الصَّمت في خوفي ذعرا
ولا فــي صُــــراخِي بكـــــاءٌ يُريبُ
أنا مثــلُ دهــري ومثــل عنــــائي
ومِن بعـضِ بعضي شقـائي يَتوبُ
وفي جَفـن شِعـري دمـــوعٌ تغنِّي
وفي عُمـقِ روحي جَلـــيد يَذوبُ
ولـــــــكن كُنهي يُفصِّــــــل دوما
عنـــائي وحُزني وِشــــاح يَنوبُ
وحيــن ذهبـتُ بعـــــــيدا لألقى
ذُنوبي التي في فَنـــائي تجوبُ
فلــــم تَجدِ الـــــرُّوح غير الـهي
فأعــلَتْ يديهـــا إليـــــهِ تـؤوبُ
ومـــــــا ذاك إلّا لأنـــّـــهُ ربـّــي
سميـــعٌ بصــيرٌ مجيـبٌ قريبُ
أنــا يــا إلـهي بجـَوفي فضـــاءٌ
وحُبـــّـكَ فيــهِ ضِيــــاءٌ يَطيبُ
فلا شيء غيرهُ يَشفي جروحي
وليــس ســواكَ بكَـــوني طبيبُ
أنا روحي نَفخُكَ في جَوفِ ضَعفي
وهـــــا هـيَ روحي إليــــكَ تَثــوبُ
فما خاب مَن فَرَّ نحوك صِدقـا
وما ضَـــلّ قـــلبٌ إليـكَ مُنيبُ
✍ *عبدالباري الصوفي*

إرسال تعليق