غُبَارُ المواعيد
يا طابَ ليلُكَ قلْتُ:كيفَ يَطيبُ؟!
وأنـا بدونكِ تائـهٌ وغريـبُ
لا تسألي الأشواقَ عنّي إنّني
كالشّمعِ يحرقُ نفسَهُ ويذوبُ
لا ذنبَ للعشّاقِ إلا هجرُهم
فمتى إذن عن هجرِنا سنتوبُ؟
كلّ المواعيدِ التي أخلفْتِها
خبأتُها علّي إليكِ أؤوبُ
كل العبارات التي نمّقْتِها
دوّنتُها إنّ الهوى مكتوبُ
كم تملأينَ سكونَ ليلي ضجّةً
والذكرياتُ نوافذٌ وثقوبُ
تتسلّلينَ إلى خيالي خلسةً
قمَراً يطِلُّ على المدى ويغيبُ
وأدورُ في فلكِ القصيدةِ شاعرًا
متصوّفاً في حبّها وأجوبُ
وأعودُ أعصرُ لهفتي بأصابعي
وأقولُ يا وعدَ اللّقاءِ : قريبُ
علّقْتُ في ظهْرِ الغيابِ قصائدي
فاسّاقطَتْ في راحتيّ دروبُ
وذرفتُ آخرَ دمعةٍ في دفتري
فتناهبتْني أعينٌ وقلوبُ
أوقفتُ قلبي عند بابكِ مثخنًا
وبهِ من الصّبرِ الجميلِ نُدوبُ
ما زال وعدكِ عالقًا ومؤجّلاً
فمتى تفيهِ وقد وفى "عرقوبُ"؟
ومتى يجيءُ قميصُ وصلكِ عاطرًا
فلقد ذوى في شوقهِ " يعقوبُ "
بديع الزمان السلطان

إرسال تعليق