-->

روائع الادب روائع الادب
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

افتح عينيك.... الدرب مظلم والوحوش تتربص🍂

افتح عينيك.... الدرب مظلم والوحوش تتربص🍂

رسالة لغريب بعيد

-1-
((ثمة أشياء لا نستطيع رؤيتها إلا في الظلام )) هكذا قال والد بطل الرواية رواية ظل الريح للكاتب كارلوس زافون ،ولم تكن مجرد كلمة كانت الحقيقة عينها ،الحقيقة التي لم أتخيل يوما أنني سأعجز عن قولها لكنني في النهاية عجزت ليس جبنا وليس تخاذل وإنما لأنني أدركت أن ثمن الحقيقة يعادل جزء من نقاء قلوبنا دائما.
-2-
تتسأل الآن أنت وأحداقك متسعة بدهشة تلتهم الأسطر غير مهتمة بشظاييا بينها عن السبب الذي يدفعني للكتابة الآن وفي هذه اللحظة بدلا من تضميد جرحي الغائر ؟
وأجيبك ببساطة الجروح لا تلتئهم إنما تجف لكثرة نزيفها ،لا تتلوث أيضا فدموعنا المالحة تطهرها وتزيدها ألما ،والكتابة الكتابة وحدها، تستنزف كل الدماء من جروحنا وتنثرها على الأسطر تحت ثياب الكلمات كما لو أن الورق محل تجاري والكلمات ثياب مزركشة ومغرية ودمائنا تماثيل عرض مجوفه وفارغة تدعم الملابس لتجعلها جميلة بينما تحتفظ هي ببشاعة لا نهائية.

-3-
هشة وقابلة للكسر بسهولة... هذه ليست صفات قارورة زجاجية ،هذه حالتي الآن.. نعم أعترف هذه أنا الآن...... وحدك تعلم السبب ،وتفسره بالغباء ،بينما انكمش أنا في نفس اللحظة على سريري وأكتب لك بأعجوبة أن هذا ليس غباء هو جهل هو حسن نوايا هو هو هو......
ولكنك تغضب وتكيل الشتائم الصادقة ،وأذرف أنا الدموع ليس بسبب شتائمك إنما لأن كل هذا العالم بتطوره وبتكنولجياه لا يستطيع أبدا أن يفصل الذكاء عن الخبث ،حسن النوايا بسوء الظنون ،ووحدي من عليها أن تدفع الثمن.... وسؤال معلق في عينيك قابع في أعماقي... هل أنا ابنة القرن الحادي والعشرين حقا؟

-4-
ثمة أشياء لا نستطيع رؤيتها إلا في الظلام ....
أقر أنا كاتبة هذه الرسالة أن الجملة السابقة تشرح بالضبط ما يحدث معي منذ ما يقارب الشهرين بطريقة مباشرة وطريقة غير مباشرة ،بحدة وبنعومة ،بقوة وضعف..... أقر أيضا أنني رأيت في الظلام الأرانب تلتهم الأفاعي ،كنت قد رأيتها نهارا تتسلى بالجزر ،ورأيت بالظلام أسود تسقي الزهور ،في حين رأيتها نهارا تتسلى بعظام غزالة صغيرة ،في الظلام كان كل شيء مختلف ولولا مصباحك الذي سقط في دربي المظلم فجأة ودون سابق إنذار كنت نمت بجوار سنجاب صغير ووجدتني صباحا بين أنياب النمر الأسود.


-5-
الغريب البعيد..... رسالتي وصلتك بالتأكيد دون شكوك أو مؤاربة ،وبقي قلبي يرتجف كما لو أنه أرجوحة في حديقة مزدحمة ،ينبض بانفعال كما لو كان قلب قاتل مبتدئ ،ولم يعد بوسعي تركيب جملة مفيدة أخرى وآخر ما يمكنني كتابته هو:
شكرا لك مقدما لكونك لن تخذلني لاحقا.




أميمة راجح
17/12/2019
الثلاثاء.



إهداء لأميمة الطفلة التي لازالت بداخلي تخوض حرب شرسة من أجل البقاء.🍃

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد هشام هاشم

Carousel

جميع الحقوق محفوظة

روائع الادب

2016