-->

روائع الادب روائع الادب
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

رسالة لن تقرٲها ٲمي

-رسالة لن تقرأها أمي




"مرحباً ماما هذه الرسالة لكِ،أتمنى أن تقرأيها بحب كما تفعلي وبعد..


أنا سعيد جدا لأني الأن بجانبك وأخذ يدك لأضعها في خدي الممتلئ،
لكن في الواقع أنا حزين جدًا لأجلك
أعلم إنك تخاصمتي مع بابا لذا منذ أسبوع وهو ينام في غرفة الضيافة،كذلك مرضك الذي جعلك تنعزلي عن الطباخة لنا تماما
لا تتخيلي كم أشتاق لهمسك على المائدة ولذة طعامك ،أعلم ان بابا ليس لديه نقود ليسعفك لكن كان يجب عليه أن يبحث أن يفعل أي شيء من أجلكِ تماماً كما تفعلي معه،لكنه لم يفعل شي،سأبوح لك بشيء
"لقد كرهت بابا" يقول ذلك بهمس وكأن أحداً ما سيسمعه،
نعم كرهته، كيف يهجركِ هكذا،
أنظري أحضرت معي وشاحي لقد بللته ووضعته على جبينك كي يمتص حرارتكِ التي تكاد تشتعل نارًا
لا بأس نجحت في خفضها تبقى السعال لا أعلم ما يمكنني فعله لكنِ سأفكر،
يقول لي صديقي إن ماء أوراق شجرة الجوافة المغلية تقضي عليه لذا سأحضر لكِ في الغد من الحضيرة لتتعافي تماما،
أما حرف الراء فقد أجريب على نفسي اليوم.تمارين عدة لأستطيع نطقه،لكن لا بأس على الأقل أنا اكتب الأن ولن تضحكي أن قُلت "لائع"
أريد أن اكتب لكِ المزيد
لكن النع
النعا
النعاس غل ب ن ي"




"عواش ماذا تفعل هنا" أستيقظ على صراخ أختي مرام أجيب بأبتسامة"لقد قضيت الليلة هنا"
تجيب مفزوعة دون أن تتحرك من ضفة الباب"هيا انهض أخرج بسرعة"

أنظر إلى أمي الذي تمنيت أن أستيقظ على قُبلها لكنها لا تزال نائمة ،وضعت كفي على جبينها جيد الحرارة معتدلة


"انهض ماذا تنتظر"تصرخ أختي

"لكن ماما لم تقرأ رسالتي بعد "

لحظاتًا قليلة ويأتي مجموعة من الأشخاص يلبسون الأخضر وعلى وجوههم لثام؛نعم إنهم كالذي في المستشفيات،يحتضنني أحدهم ويبعدني ليقول الأخر ببؤس"لقد توفت"

لا يمكنني أن اكمل،لكنها لم تقرأ رسالتي
أو ربما قرأتها ربما كنت نائم ولم تيقظني ...
لازلت أواسي نفسي بهذه الكلمات الخيالية
كل شيء منذ تلك اللحظة أصبح أسود رمادي حتى أنني لم أفصح إلى الأن بالراء
إنها لعنة "الكولونا" التي لم تشفق علي وتصيبني كما فعلت بأمي،بل تركتني هنا أدب في كل دروب الحياة لأوصل لها الرسالة تلك


"دكتور علي هناك حالات إصابة جديدة نحتاج المزيد من الأوكسيجين والعاملين"

"أفعلي ما تلين"ترين"آتي في الحال"



#جالا الرباحي

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد هشام هاشم

Carousel

جميع الحقوق محفوظة

روائع الادب

2016