إلى روحِ الحبيبة
إلى روحِ الحبيبةِ روحُ أمي
لها أُهدي رياحيناً ووردا
وأهديها السلامَ بكلِ شوقٍ
بحبٍ فاقَ في المقدارِ حدا
لقد كانت في الدنيا عبيراً
وكانت من ندى الأنسام أندى
وكانت كالسحابِ تفيضُ غيثاً
وأكرمُ من عبابِ البحرِ يدا
رضعتُ حنانها من فيضِ حبٍ
فكانَ مزاجُهُ عسلاً وشهدا
فكم تعبت ولم تبد امتعاضاً
ولا ترجو به شكراً وحمدا
تضيء كشمعةٍ جنباتَ نفسي
وتحرقُ نفسها كرماً ورفدا
رضاها غايتي ورضاء نفسي
ونوري ما بذلتُ إليه جهدا
رضاها من رضا ربِ البرايا
ولستُ أخونُ للرحمنِ عهدا
إذا ناديتُ يا ماهُ لبت
بصوتٍ يطربُ الأسماعَ ردا
أرددُه على شفتيَّ شدواً
فتعزفُها خلايا الروحِ وجدا
إذا مسحت بكفيها عليَّ
تفيضُ جوانحي فرحاً وسعدا
وأنسى كلَ ضائقةٍ وهمٍّ
إذا ابتسمت يكونُ العيشُ رغدا
فيا أماهُ رغمَ البعدِ عني
فقلبي صارَ يا أماهُ لحدا
ولن أنساكِ ما دامت حياتي
إلى أن ألتقي مولايَ فردا
إذا جنَّ المساءُ فأنتِ بدرٌ
يبثُ شعاعُهُ في القلبِ ودَّا
وإن طلعَ النهارُ فأنتِ شمسٌ
تنير بصيرتي في الدربِ رشدا
وإني إن شممتُ عبيرَ وردٍٍ
لكانَ عبيرُكِ الفواحُ عقدا
مقاييسُ الجمالِ إذا ترأت
لعينيَّ سموتِ الحسنَ مجدا
جزاكِ اللهُ يا أماهُ خيراً
ونلتِ منهُ فضلاً مستجدا
وأسألُهُ يجمعنا لديه
إذا قامَ العبادُ إليهِ حشدا
ويشملنا برحمتِهِ ويعفو
ويجزينا جنانَ الخلدِ خُلدا
الأستاذ/ يحيى حزام الحايطي.
2020/3/21
إرسال تعليق