*ذكريات*
بائسة متهالكة
وحيدة
تقضم الوحدة الجزء الأكبر
من وقتي ....
مفرغة من كل ما قد كنت أمتلئ به
مفرغة الحضور ولا أشغل حيز من الأرض ....
ساكنة ك الوقت في هذه المدينة الغريبة لا أنه يمضي
ولا أنني أستطيع الوقوف لجواره دون مُضي ....
مكسورة البال
مهملة
كإناءٍ قديم
مرمي في الجزء الأسفل من المنزل
لا يتذكره أحد
ولا يطرأ ع بال أحد ....
متهاوية على نفسي في هذا المكان
أترجاه
وأحاول أن أرمي ببعض ثقلي عليه ....
ولكنه أيضاً كبقية الأماكن لا يتحمل هذا الثقل
ولا يحتمل حتى بعضاً مني... ...
على أحجار أرض وطني أمشي
وتئن من تحتي الأحجار
مثقلة
وكأنني أنا من أحمل تلك الأرض وليست هي من تحملني ....
خائفة
ترتعد فرائصي
وأخشى حزن ذاك الحجر المرمي في الأرض
فإني غريبة على تلك الأرض
ولا أمتلك حتى جرأة العبور عليها ....
أستسمح منك يا جدران هذه المنازل
التي لا أعرف سكانها
لكم سمعت مني كلمات حمقاء
عنك وعن من يختبؤن خلفك ..
عندما نادوني بالغريب
حينها
لم أبرر كلماتهم
لم أجد لتخوفهم مني
سبباً مقنعاً البتة ....
لست سوى غريبة
في أرض لا أعرفها
وها أنا بها أتجول
وأتنقل في أرجائها سرقة وخفية .
أعبث بمعالم تلك الأرض
تارة
وأغير في تلك المعالم
وأنتقم منها
لقد سرقتني تلك الأماكن
من موطني
كانت هي الأجمل
ونافست أرضي بالجمال
لابد أن أنتقم لإرضي
هل من مبرر لخوف أهل تلك الديار مني
ليتني أدري !!!
في وطني
كانت أمي هي الوطن
وهي الأرض
والسماء
كانت الشمس تشرق على هيئة قرص خبز دائري
تعده أمي
لم نحتاج للشمس
بوجود أمي أبداً
سأخبركم سراً ياسادة
كنت لا أحب الخبز بصراحة
وأفضل أن أشتري من المخبز المجاور لمنزلنا
خبز أفاخر به أمام أشباه الصديقات اللاتي كنت أرافقهن .
وها أنا اليوم ألف مخبز أصادف
أسأل كلاً منهم
هلّا أعطيتني
خبزٍ كخبزُ أمي
لم أجد للاسف
يا لحنيني لخبز أمي ......
في وطني كنت أحب الحياة
كنت أعيش رغم العناء
رغم كل ما قد مر بي من مُر
...
في وطني كانت يد أبي
كجدار يحمي ظهري
لا أخشى بوجوده
أي ثقلٍ قد يقع عليّ
فإن يد أبي أكثر صلابة
وقوة ...
في وطني تبدو الأحلام قريبة
رغم إبتعادها.....
وتبدو الألوان كلها وردية
رغم عتمة الضوء
وإشتداد سواد الليالي ....
في وطني أقف بثبات في أي مكان عند سماع النشيد الوطني
أشعر بالإنتماء لذاك النشيد الذي يطلب منا رفع الوطن لأعلى المراتب
أتبسم للسماء دون شعور
وأتنفس بعمق
أتزود بحب الوطن أكثر
مع كل شهقة نفس أخذها ....
في وطني هناك الكثير من المتسولين
الكثير من الباعة المتجولين
في وطني أجد من يحمل الحجر على ضهره ويبتسم
أجد من يشكي لي جوعه
ويتبع شكواه بكلمة الحمد لله حالنا مستورة ....
أحب وطني
رغم كل ما وجدت به من ألم
أحببت به كل شيء
ووجدت في أحضان وطني إستقرار روحي التي تشتت من بعد فراق ذلك الوطن
هند 🎼

إرسال تعليق