في المرة الوحيدة التي جبنت فيها خسرت نفسي ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أعوض خسارتي حتى أدركت أن خسارتي لم تكن نفسي بل كانت الطريقة التي أضعتها بها بسذاجة🍃
رسالة لامرأة خائفة
بدايةً /
كان يجدر بي كوني امرأة متوجسة على الدوام امرأة تقرأ إشارات القدر بقليل من الصبر وكثير من التهور والحماس أن أكتب لنفسي أولا لولا أدركت قبل المجازفة بكتابة رسالة كتلك -قد أحسبها دون وعي مني تقرير مصير لمستقبل قادم -أنني امرأة صلبة صعبة عنيدة لن تمنحها أي رسالة كانت نوعا من الشعور بضرورة ترويضها بالكتابات الأدبية أو بالرجال الشجعان أو حتى بفخ صغير متشبث بأحد سطور رسائل القدر على هيئة عاطفة هشة كالحب أو الخوف مثلما تشعرين به الآن أنتِ .
في المنتصف /
ليس من عادتي توجيه رسائلي للنساء ،لطالما كان بريدي متخم برسائل للطرف الآخر للطرف الأقوى في المعادلة غالبا إذا ما تجاهلنا مواجهته امرأة مفرطة الأنانية متسلطة أو مادية ،لكن اليوم بعد كل ذلك الكم من الجاذبية حول خوفك حول ارتعاشات قلبك الصغيرة التي لم يفطن لها سواي -تبا للذكاء الذي يورطنا بالملاحظات بالتفاصيل بالتحاليل بكتابة رسائل كهذه -قررت أن أخبرك كم يبدو خوفك هذا أرعنا وغبيا لا يستحق أبدا أن يكون الوصف الأول لك لا تندفعي حاليا بغضب لتنكري خوفك أو لتدافعي عنه بإعتبارك أنه طبيعي جدا ويمت للذكاء والحدس بصلة ،أنا قطعا لا أنكر أبدا أن الخوف سلاح أنثوي فعال لكنه ليس الخوف الذي يعتريك أبدا ،ليس الخوف الذي يجعلك تبتسمين كي لا يلتقطوا نحيب قلبك وليس الخوف الذي يهز رأسك بالموافقة حين كان من الضروري جدا الرفض ،وليس الخوف الذي يدفعك نحو الجنوح للسلم للهدوء للتعقل في حين كان يجب أن تثوري أن تتمردي أن يرتفع صوتك غير آبهة بمن سيخدش أنوثتك باستنكاره تلك النبرة الخشنة في رفضك وفي الدفاع عن كينونتك وفي التشبث بقوة باستقلاليتك التامة ،هذا الخوف عليه أن يموت أن يموت للأبد أن يولد-حتى وإن كان المخاض عسيرا ينتهي بموتك معه - بدلا عنه الخوف الذي يدفعك بإتجاه عكسي يدفعك نحو مخاوفك بكل قوة وبإرادة تتشح بالدهشة بالإنبهار من كونك تسابقين الزمن لاهثة نحو مايخيفك عاجزة عن البكاء عاجزة عن كل شيء عدا المتعة المتعة الخالصة كونكِ منتصرة منذ قررت المواجهة منذ مضيتِ في الطريق الموحش لا يرافقك إلا حذرك رفيق خوفك الذكي ،حذرك هذا سيحميك سيبذل كل ما بوسعه لتكوني بخير والذي سيكبر يوما ما ليصبح توجسا قادرا أن يميز من يكون الصديق من العدو دون الحاجة لأي دروس مؤلمة تسكبها على رأسك الحياة.
ختاماً
الخوف الذي يصنع منا مغامرين وشجعان وأذكياء على الدوام لا يسمى خوفا يسمى باختصار شديد درعا يمنع توققعك يمنع اهتزازك يمنع جعلك امرأة سهلة سائغة وقطعة لحم مستوية وطرية يمكن إلتهامك في ثوان على أكثر تقدير.
لامرأة خائفة يقف الخوف بينها وبين ما تريد..... الخسارة الأكبر هي تلك التي نكتشف أننا خسرناها بينما كان بإمكاننا أن نتجاوزها بسهولة بزر إنارة صفير نضغطه ليبدد الظلام المتواري خلفه خوفا أرعنا كان يحاصرنا.
أميمة راجح
الأربعاء
24/7/2019

إرسال تعليق