العشق القاتل
قصة من الواقع
د.اسماعيل النجار
12/7/2015
جسار محمد جابر من مواليد سنة 1958 في قرية العنكب وهي قرية صغيرة مجاورة لمدينة رداع وتمتاز بمدرجاتها وسهولها الزراعية الموسمية مياهها شحيحة والزراعة ضعيفة لشحة أمطارها ومياهها الجوفية , الحياة شاقة وأغلبية رجالها مهاجرون داخليا(اليمن) وخارجيا(أمريكا والخليج والسعودية) يكثر في قرية العنكب النساء والأطفال ويمارسون الزراعه والرعي ويقع على كاهل النساء العبئ الاكبر في زراعه الارض بمراحلها المختلفه وجلب الماء من السدود والابار وجمع الحطب من الوديان وطحن الحبوب في المطاحن القديمه الموجوده في المنازل.
أما الاطفال يقومون برعي الابقار والاغنام وحفظ القران وتعلم الكتابه في المعلامه ويعتمد سكان عنكب على مياه السدود التي تمتلي في موسم هطول الامطار و تغطيها الطحالب ويستخدمونها للشرب وسقي الحيوانات والوضوء وغسل ملابسهم وأجسامهم كماتستخدم لسباحه الاطفال
.أشتهر سكان قريه العنكب رجال ونساء بطول القامة وضخامة أجسامهم ومنهم أسرة محمد جابر أبو جسار, وتسكن الأسرة في تبة مرتفعه تبعد كيلو متر تقريبا عن قرية عنكب ودارهم مكون من دورين الاول يسمى (السفل) ويتكون من قسمين قسم منخفض تسكنه الحيوانات ومكان مرتفع يسمى الدكه وتوجد عليه اماكن لحفظ العجور والصند والتبن (علف الحيوانات) كما يحتوي على مدفن لخزن الحبوب وسكن الدواجن (المدج) اما الدور الثاني فيتكون من اربع غرف وحمام ومطبخ ويوجد داخل المطبخ المطحن والدور الثاني خاص بالمعيشه والنوم.
بدأ جسار حياته راعيا للاغنام ثم الابقار وأنتقل بعدها للقريه المجاوره لدراسة القران في المعلامه (الكتاتيب) وفي سن التاسعه من عمره سافر مع ابن خاله ناجي خليل الذي كان طالبا في الاعداديه في مدينه تعز وسكن معه في القسم الداخلي درس الابتدائية والاعدادية في أحدى مدارس تعز القريبة من القسم الداخلي وما أن ينهي سنته الدراسية يعود للقرية لقضاء العطلة الصيفية مع أسرته و مساعده والده في الزراعه والرعي.كان جسار يشتد عوده يوم عن يوم مع مرور السنين واصبح قويا لدرجه قيامه بالاعمال الشاقه كنشر الاشجار وتفليق القراميد(جذوع الاشجار الضخمه ) وتكسير الاحجار.
انهى جسار دراسته الاعداديه واصبح عمره ثمانية عشر سنه وكان يتمتع بضخامة جسمه وكبر حجم راسه ووجهه العريض والمدور فتحه فمه واسنانه كبيره وصوته اجش وخشن حجم صدره كبير ومفتول العضلات مع ضخامة أطرافة وعلى الرغم من شهره سكان عنكب بضخامة اجسامهم كان جسار اكثر ضخامة وشدة .شكله ملفت للنظر لمن يراه ويعتبر اليمنيون المحيطين به اقزام قياسا لطوله وحجمه
وعند عودته لقضاء العطلة الصيفية بعد امتحان الاعدادية العامة او صف تاسع طلب وبالحاح من والده ووالدته الزواج مماجعل أسرته تبحث عن فتاة تناسبه والملفت كلما طلبوا أحد البنات من قريه العنكب او القرى المجاوره يتم الاعتذار بشكل أو بأخر نتيجة التخوف من ضخامة وطول جسمه وشكله وأصبح موضوع زواج جسار حديث الساعة عند النساء والرجال فكانت النساء تتندر وتمزح وتضحك وتعلق على موضوع زواجه ويستبعدين قبول البنات بزواجه ويرثين للبنت التي تقبل الزواج منه ويتسائلين عن مصيرها وفي احدى مجالس النساء كانت نعيمه اخت جسار حاضرة وكان اللغط والضحك حول زواج جسار. سالت احد البنات الحاضرات للتجمع نعيمه هل وجدتي عروسه لاخيك؟ تجاهلت نعيمه السوال ولم ترد حتى تتجنب المزح فكررت عليها السؤال ثانيه وثالثه وتجاهلتها كالعاده فردت احد البنات ضاحكه اخطبي له ناقه سليم وتشتهر ناقة سليم بضخامة جسمها وقوتها وتحملها للعمل فاشتطت نعيمه غظبا وردت عليها يافهيمه تزوجيه وجربي فان عشتي فانتي سعيده وان متي فانتي شهيده . فسكتت واحمر وجهها وضحكت جميع النساء لفتره طويله على هذا الموقف بل وانتشر الخبر في ارجاء القريه والقرى المجاورة .
استمر البحث عن زوجه لجسار وفي الاخير وجدوا له عروسة من قريه مجاوره للعنكب وتسمى النشور كانت البنت جميله ومقاربه له في الحجم والطول والشده وأصبح حصول جسار على عروسة حديث قرية العنكب والقرى المجاوره. اقيم عرس جسار ومايلفت النظر حضور اعداد كبيره من البنات والنساء من قريه العنكب والقرى المجاوره تشوقوا لرويه شكل وحجم العروسه التي قبلت بجسار زوجا لها وكان موضوع الساعه لنساء المنطقه . قضى جسار معظم فتره العرس مع عروسته في الوديان والمدرجات يتقفزون من مدرج الى اخر ويقومون بقلع الاشجار وتكسير الاحجار ويستعرضون قواهم في الوديان امام سكان قرية العنكب من النساء والرجال برفع اضخم ثور او حمار في الوادي امام الجميع وكانت والدته واخته يطلبن ممن يتحدث عنهما ان يصلوا على النبي او يقول ماشاء الله .
بعد اكمال جسار أجازته وفترة العرس عاد للدراسه في تعز بينما زوجته ظلت في قرية العنكب لمساعدة والدته وخواته و يعود للقريه في كل عطله صيفيه وكلما حصل على اجازه. بينما زوجته شفيقة تقضي معظم اوقاتها في الوادي تحطب وتنقل الماء من السد او البير للمنزل وتحلب الابقار والاغنام و أفضل عمل تؤديه طحن الحبوب في المطحنه والغناء على أنغام حركه المطحنه وأصوات طحن الحبوب و بين الوقت والأخر تقوم باعداد الطعام للعائلة تساعدها اخت جسار نعيمه.انجبت شفيقة خلال فتره دراسة جسار للثانويه ثلاثة أولاد وخلالها قضت شفيقة معظم أوقاتها تعمل في الوادي حتى في الايام والساعات الاخيره من الحمل وما أن يقترب موعد الوضع تستعد للولاده او الوضع في أي لحظه حاملة معها مستلزمات الولادة من شفرة حلاقة لقطع الحبل السري وبطانية وبالفعل وضعت اثنين من اولادها في الوادي تقوم بفرش البطانية عندما تحين لحظة الوضع وتضع الجنين وتقوم بقطع الحبل السري وربطه ثم الاستراحه لبرهه من الوقت بعدها تلف الجنين بالبطانيه وتعود للمنزل تاركتا كل الاشياء في الوادي لتاتي والدة جسار واخواته لمواصله اعمالها. و تقضي شفيقة اسبوع واحد بعد الولاد لاستقبال المهنئين وتقوم باعداد بعض الوجبات الخفيفه وخاصه عندما يكون جسار موجود وبعد انتهاء الاسبوع تعود لممارسة أعمالها تدريجيا في الوادي ترافقها نعيمه.
انهى جسار الثانويه العامه وعاد لمدينة رداع لاداء الخدمه الالزاميه في مجال التدريس يذهب اليها صباحا ويعود لقريته عصرا وبعد انتهائه من خدمه التدريس حصل على منحه دراسيه في مجال الطب للعاصمه الايطاليه روما وعندما علمت شفيقه بذلك قضت معظم وقتها بالبكاء حزنا على سفر جسار بل حبست نفسها في الاشهر والايام الاخيرة في غرفتها ولم يعد لها رغبه للعمل على الرغم من محاولة جسار اقناعها بانقضاء فترة الدراسه الجامعية سريعا وطمئنها بزيارتها كل عطلة صيفيه كما كان يعمل في ايام المدرسه وان الفتره قصيره وسيعود لها طبيبا ليحسن من وضعها والاولاد والاسره. ساد الحزن شفيقة ليس لسفر جسار ولكن لشعورها الباطن بحدوث شيئا يفقدها جسار ووسط عويل وبكاء شفيقه ووالدته واخوانه خرج جسار ماسحا دموعه حاملا اغراضة ليلتقي في صنعاء مع زملائة توفيق ومسعد ودخلوا المطار حاملين اغراضهم ومعهم بطانيات ليسألهم كثير من الناس لماذا البطانيات ليردوا ان ايطاليا برد وثلوج ليضحكوا عليهم قائليين لاتوجد بطانيات الافي اليمن ليقولوا في ايطاليا غاليه ليزيد ضحك وهرج المتواجدين وعند خروجهم من بوابة المغادرة ركض جسار يتبعه توفيق ومسعد ويناديهم الناس لماذا تسرعوا ليردوا نحجز مكان في المقدمه ليردوا عليهم الاماكن مرقمه ومحجوزة حسب تذاكر السفر وما ان وصلوا واستقبلتهم احد المضيفات ووزعتهم على ارقامهم ودخل المسافرين للطائرة ليجلسوا في اماكنهم ويشيرون اليهم وبالتحديد جسار وعندما راى الكابتن المشهد اقترب من جسار يمازحه قائلا ماشاء الله من اين اتيت بهذا الجسم ليرد عليه من قرية عنكب ليقول الكابتن وجودك على هذه الجهه يجعل الطائرة في حالة ميلان اجلس على الجهه الاخرى لتوتزن الطائرة واجتمع الجميع حول جسار ينكتوا ويضحكوا ويرد جسار ضاحكا بروح رياضية وخفت دم
ووصلوا روما وجهزوا سكنهم وتعرفوا على معهد دراسة اللغه وبدأو السنه الاولى تحضيريه لدراسة اللغه والتكيف على الواقع الجديد .عاش الثلاثي السنه الاولى في حالة ذهول بين واقعين مختلفين وكانوا في المعهد والشارع ملفتين للأنظار بحركتهم وعيونهم الفائشه او الزائغة تلاحق الايطاليين تعجبا واستغرابا على اشكالهم وممارستهم الحياة ويخرجون وقت فراغهم للحديقه للاستمتاع والتفرج على مداعبة الرجال للنساء ومغازلتهن والعكس. و يتحدثون عما يشاهدون باستغراب ويصفون مايحدث باللا معقول. اما الايطاليون فيعتقدون من خلال رؤية شكل اليمنيين بانهم من غجر ايطاليا لتقارب اشكالهم مع غجر ايطاليا وعند معرفة الايطاليون انهم اجانب يسالونهم من اين انتم فيجيبون من اليمن اما مسعد بخفة دمه يقول نحن لسنا من اليمن فقط بل ومن رداع مازحا على جسار وخلال سنه تجاوز الثلاثي مرحله اللغه وفي الاجازة الصيفيه بقى توفيق ومسعد في ايطالية لزيارة مدنها والاستمتاع بحياة الايطاليين ومعالمهم السياحية ومتنزهاتهم ونواديهم الليلية بينما حرص جسار على العوده لليمن لقضاء عطلته الصيفيه وطمئنة زوجته واولاده حاملا الكثير من الهدايا وعند وصوله ملأت الفرحه والسرور قلب شفيقة بوفاء جساروعودته كما وعدها وظل اليوم الاول من اجازته في المنزل وعمت الفرحه الاسره وقضوا الليله حتى الصباح سهرا و فرحا وابتهاجا بعوده جسار حكى لهم عن ايطاليا والدراسه والناس والمباني والسياحه واصفا روما بالسحر والاسطوره وكلما كان يتحدث عن الايطاليين من نساء ورجال لايروق لشفيقه وينتابها نوع من الغيره والخوف على جسار .خرج جسار وشفيقة اليوم التالي للوادي و قضيا معظم وقتهما في العمل واللعب والفرح والسرور واصبحت اعمال شفيقه محدوده وتفرغت لاسعاد جسار حتى يظل يتذكرها في ايطاليا ولايفضل عليها أحد من النساء الايطاليات وقضى الاثنان افضل ايام الاجازة مع اولادهما والاسرة في وسط من الفرح بان جسار سيصبح طبيبا وسيتحسن وضعهم الاقتصادي ومن لحظه وصوله يدعونه الدكتور جسار وعندما اقتراب موعد عودته للدراسه عاد لشفيقة هاجس الخوف على جسار وظهرت علامة الحزن والكابه كلما أقترب موعد عودته وفي لحظة الوداع ذرفت عيناها بالدموع وعبرت عن عدم اطمائننها على المستقبل اما الأولاده ظلوا خلال الفتره يتعلقون على ظهرابوهم وصدره و يبكون كما تبكي والدتهم طالبين السفر معه أو يظل معهم لكنه يذكرهم بسفره للدراسة حتى يعود دكتور ويدعونهم باولاد الدكتور وطمئنهم بالعودة السريعة وانه سيحمل لهم الكثير من الهدايا من ملابس وألعاب لتتغير حياتهم .
عاد جسار لزملائه واستقبلوه بفرحه وسعادة و رتبوا لاستقباله في سهره ليلية باحد الاندية ليحكوا له احلا اللحظات التى قضياها خلال الاجازه كان الجميع مسرور وخاصه توفيق ومسعد ومن حديثهما غبن جسار لعدم بقائة معهما و فكر بعدم العوده في الاجازة القادمه للبلاد وقضاء العطله بمنتزهات روما وبقيه المدن الايطاليه
استقبل الثلاثي جسار – توفيق- مسعد العام الدراسي الاول وكان غايه في الصعوبه نتيجه عدم اجادتهم اللغه الايطاليه وتمكنا جسار وتوفيق من تجاوز سنه اولى بصعوبه وتخلف عنهما مسعد في سنه اولى وبذل الثلاثة مجهود كبير ليتوافقا مع زملائهم الايطاليين ويستوعبوا اللغه الايطالية ونجحوا بصعوبة لينتقل جسار ومسعد لسنه ثانيه وتوفيق لسنه اولى وفي نهايه السنه بدا جسار يشعر زوجته واولاده عدم امكانية العودة لليمن لصعوبة ظرفه وتمهيدا لقضاء اجازتة الصيفيه في ايطاليا وما ان بدأت الاجازه ارسل برسالة لزوجته واولاده اعتذارا عن عودته لليمن تحت مبرر البقاء نتيجة ظرفه الاقتصادي و للتمرس على اللغة الايطاليه كان وقع الخبر صاعقا على زوجته واحبطت وكانت تملي أولادها الرسائل بحرقة وتانيب و تقوم بحرق أطراف الرسائل حتى يشعر جسار بمدى معاناتها لعدم التزامه ووفائه بما وعد ويرد عليها بالرسائل يبرر ضروره بقاءه ولكنها غير مقتنعه وبدا الشك يدخل لقلبها ان جسار سيتزوج او يقيم علاقه مع فتاة ايطاليه وخاصة أن حديث جسارعن الايطاليات من النساء واغراءهن مازال عالقا في ذاكرتها وكان يساورها الشك أنهن سيغرن من اخلاق وقيم جسار.
قضى جسار ورفاقه عطلتهم الصيفيه متنقلون بين المدن الايطالية وفي حدائقها ومتنزهاتها ونواديها الليليه ومعالمها التاريخيه والسياحيه اما ليليهم يقضونه في النوادي والمراقص الليليه للاستمتاع بالرقص الايطالي ورقص الديسكو ليشدهم كثيرا رقص الايطاليين وبينما توفيق ومسعد في غاية السرور تنتاب جسار نوبات من الشعور بالذنب تجاه زوجته واولاده وخاصة عندما يتذكر وداعهم ورسائل شفيقه وبالذات العباره التي تقول فيها تذكر ياجسار اني عائشه مع اولادك حياة الوادي من نقل الماء والحطب والطحين على المطاحن بينما انت تنعم وتعيش في راحة مع الايطاليات وما بقائك في ايطاليا الا لهذا السبب ويعلم الله كيف ستكون اخرتها معنا وعندما ينظر اليه توفيق ومسعد وهو سرحان وتائه يقومان بتنبيهه واعادته للاجواء وكان ياخذ نفسا عميق وعلى وجهه علامات تانيب الضمير . ليقضوا وقتهم في النوادي الليليه بالجلوس على الطاولة والاكتفاء بالمشاهده وخاصه عندما يرون الايطاليين والايطاليات يرقصون مع بعض (كل واحد مع زوجته او صديقته).
وفي احدى السهرات الليليه أخذ مسعد يدق بالملاعق او الشواك على الطاوله بشكل هادئ ويغني الثلاثه اغاني يمنيه واجاد مسعد ايقاعات الضرب بالشواك او الملاعق على الطاولة او الصحون وكانه محترف على دق الطبل أو الطاسة في اليمن وفي لحظة ما من النشوه قام مسعد بالدق بالملاعق على احدى الصحون و كان له رنين مميز لرقصه برع الهوشليه فامتشق جسار وتوفيق السكاكين بايديهما وبدا برقصه برع الهوشليه وكانت سريعه ومثيره اوقفت الحركه في النادي من رقص وموسيقى وتجمع كل من في النادي بمافيهم العازفون واداره النادي والراقصون والجالسون وتزاحموا حول المكان الذي فيه مسعد يدق ويرقص على وقعها جسار وتوفيق بشكل سريع ومثير لدرجه ان السكاكين التي يرقصون فيها البرع كادت تلامس وجوههم واجسادهم واثار اهتمام المتواجدون في النادي وكانوا شديدي الاعجاب و يستفسرون باندهاش ويسئلون عن الرقصه وبلادهم ويطلبون من الثلاثي الاستمرار بالدق والرقص واشراكهم بل وطلبوا تعليمهم الرقص واشتهر الثلاثي بنادي البندقيه الليلي في روما وكرروا نفس العمليه في بعض نوادي روما ليقوم الثلاثي برقصه البرع او الحرب ووصل خبرهم لعمدة روما واستدعاهم وطلب منهم ان يقوموا بالاستعراض أمام بعض الفرق الايطاليه وعندما قابل الثلاثي فرقه روما للرقص رقص الثلاثي امامهم رقصة البرع قوبلت رقصتهم بالاثاره والتصفيق والاعجاب وانشداد الجميع اليها من اول لحظة حتى النهاية الاول وبعد الانتهاء صفق الجميع بحراره واحنوا رؤوسهم تحيه للثلاثي وعند مقابلتهم مسئول الفرقه ناقشا الثلاثي عن رقصه البرع او الحرب ليسالهم هل انتم يهود ويقول ان رقصة الحرب اسرائيلية ويبدوا انه من يهود ايطاليا . نفى الثلاثي انهم يهود وحاولوا اقناعه انها رقصه يمنيه نقلها اليهود اليمنيون المهاجرون الى اسرائيل وعند اصراره اضطر الثلاثي للانسحاب احتجاجا وعليهم علامات الاحباط والانكسار.
وفي احدى النوادي الليلية المشهورة في روما وبعد أن قدموا عرضهم لرقصة البرع المثيره تعرفوا على فتاتين ايطاليتين احدهما خريجة معهد موسيقى (عزف على العود) وأصبحت صديقة لتوفيق أما الأخرى خريجة معهد رياضة وتقوم بتدريب العاب القوى في أحد الأندية الرياضية في روما و أصبحت صديقة لجسار أما مسعد على الرغم من محاولة الكثير من الفتيات الأيطاليات صداقتة او أقامة علاقة معه ظل يتجنب أو يعتذر بلباقة نتيجة وضعه الدراسي وفضل تكريس جهده للدراسة . تعمقت العلاقات بين جسار وتوفيق وصديقتهما بل وأصبحتا مقيمتان معهما وكانتا تقومان بالطبخ وغسل ملابسهما وتنظيف السكن والاهتمام بحياتهما الشخصية بل تلازمهما في الخروج للأسواق والملاهي والمتنزهات وعد توفيق وجسار عشيقتهما بالزواج وبالفعل تزوج توفيق على عازفة العود بينما جسار ظل يعدها ويراوغ في مواعيده مخفيا عليها زواجه في اليمن وأنجابه لثلاثة أولاد وقضى الثلاثه امتع الاوقات وافضلها في حياتهم في ايطاليا تمكنوا من اللغه وانسجموا مع المجتمع الايطالي بل واصبحوا جزء من نسيجه الاجتماعي وكل ماتذكروا العوده لليمن يصابوا بخيبة امل عدا مسعد متفائل نسبيا بعودته .
و في عطلة سنه خامسه وبعد الحاح شفيقة واولادها و رسائل شديدة اللهجه ومحروقه من زوجته وأولاده وخاصة أن أولاده أصبحوا في مرحلة المراهقة ويحتاجون لوالدهم حتى يساعدهم في عبور المرحلة ومرض والد ووالدة جسار اقتنع بالعوده لاسابيع لزيارتهم وعندما وصل جسار استقبلته العائلة وفي مقدمتهم زوجته وأولاده وكانت فرحة الاولاد لاتوصف وظلت أعينهم واسماعهم مشدودة لشكل والدهم وحديثه ولم يسمحوا لاحد بالجلوس بجانبه ويقبلونه بيديه وركبتيه بين الفترة والأخرى و أحضر لهم الكثير من الهدايا من الملابس والأدوات مدرسيه وغيرها ولم يخرجها دفعه واحده بل بين الوقت والاخر لتستمر فرحتهم و أمضى نهار اليوم بالحديث مع أسرته عن الدراسة والحياة في ايطاليا وبدأ على وجه شفيقة عدم الرضى عما يتحدث وأعتبرت الحديث خارج عن حياتهما الطبيعية التي تعودا عليها وعندما دنا الليل أنصرف كل واحد من الأسره الى مخدعه ولم يبقى الا جسار وشفيقه وتبادلا أطراف الحديث تخلله عتاب ولوم شديد لجسار لاهماله لها وللأولاد حاول جسار تبرير ذلك ولكن دون جدوى أو غفران من شفيقة وبعد الحديث أقترب جسار من شفيقة ليداعبها وكانت مداعبته على غير العاده التي تعودت عليها شفيقة من خشونه وأصبح يداعبها بنوع من الرومنسية كما تعلم وتعود من عشيقته الايطاليه صرخت شفيقة بجسار وقالت مالك مالك تعمل معي هكذا كالكلاب حين تشمشم شلني وافقش شلني وارزع.
قابلها جسار بالضحك والأعتذار لانه في حالة تعب بعد السفر . في اليوم الثاني طلبت شفيقة من جسار الذهاب للوادي وممارست حياتهما كما كان أيام زمان ولكنه أبدى نوع من الأعتذار والتململ وعندما شدت عليه شفيقة أضطر للأستجابة وأثناء مشيهم في طريق الوادي وجدت أن جسار لم يعد جسار زمان وانه أصبح ثقيل ورقيق وبطئ في مشيته و لديه كرش ويتجنب الطريق الوعر ويبحث عن السهل ويتمايل أحيانا للسقوط أو الطحس لتمسك به شفيقه ويتكي عليها حتى لا يسقط وعندما حاولت مداعبته بخشونه كالمعتاد لم يتفاعل معها كالزمان الجميل فسالته ماذا جرى لك يا جسار أصبح لك كرش مثل المراءه الحامل ووجهك وجسمك أبيض مثل النساء ,أين حرارة رجولتك او من خرج من البلاد فقد رجولته ؟ فأضطر للمازحه والضحك معها وأقنعها أن يقضيا أوقاتهما في المنزل وبالفعل قضى جسار معظم وقته مع شفيقة في المنزل وأصبح يعلمها الطرق الرومنسيه للمداعبه مع سماع الموسيقى والرقص وكيفية تحضير الأجواء الشاعريه وأضطرت للتكيف معه , أما عشيقته التي وعدها بالزواج فكانت قلقه جدا لتاخيره وخاصه أنه أكد لها عدم بقاءه في اليمن لأكثر من ثلاث اسابيع وأخبرها أن سفره ضرورة انسانية لزيارة والديه المسنين بالعمر والمرضى و كانت بين الوقت والأخر تستعين بتوفيق ومسعد للاتصال باليمن للاطمئنان على جسار ومعرفة سبب تاخره وفي أحد الأيام وفي سهره مسائيه كانت تبادلة الحديث مع زوجة توفيق عازفة العود وهي في حالة من القلق الشديد لتاخر عودة جسار كشفت لها عازفة العود أن جسار متزوج في اليمن ولديه ثلاثة أولاد لم تصدق عشيقة جسار الخبر ولكنها واجهت توفيق ومسعد بالخبر وتاكدت من توفيق وانكر مسعد معرفته بموضوع زواج جسار و جن جنونها وأمتلأ داخلها بالحقد والغيظ لأن جسار خدعها وكذب عليها وتهرب من موضوع زواجهما وأقسمت بالرب وبابا الفاتيكان بالانتقام والقضاء على مستقبل جسار . عندما حان موعد سفر جساراقسم يمين ان لايتزوج اويقارب النساء الايطاليات ليقام له وداع العوده لايطاليا وودعته أسرته وأهل القريه ونادوه بالدكتور جسار الايطالي لنجاحه بعلاج الكثير من الحالات المرضية وأستبشروا بمستقبل جميل لصحتهم خاصة أن جسار ابن عنكب وقريبا لهم ورافقه وودعه أهل القرية وأسرته وزوجته لأطراف القرية وما أن وصل لمطار روما استقبله مسعد وحذره من عشيقته وقال له أنها تحمل له الضغينة وتخبئ له شرا نتيجة معرفتها بزواجة وأمتلاكه أولاد في اليمن فرد عليه جسار بأنه سيحاول ارضائها والزواج بها ليقول مسعد لا أعتقد قبولها بالمبرر وصل جسار للسكن وأستقبلته عشيقته استقبالا طبيعيا وأعترف لها بزواجه في اليمن وأن الاسلام يشرع تعداد الزوجات كما أعتذر لها عن اخفائه للموضوع وعرض عليها الزواج وطلب منها تحديد الموعد فردت عليه ليس هناك مشكلة وسنتفق على موعد مناسب لعقد القران وجهزت له سهره خاصه بمناسبة عودته والاتفاق على تحديد موعد الزواج و سادت أجواء السهره الفرحه والرقص وفي نهاية السهره طلب من توفيق ومسعد اخلاء السكن لأتمام سهرتهما الخاصة وسارت الأمور بشكل طبيعي ولكن عشيقة جسار جهزت سكين خاصة وحاده وسريعة القطع أو القتل وفي السهره وهما في قمة النشوه وكان جسار مستلقي وغير مدرك لما قد يحدث أخذت عشيقته السكين الحاده وبسرعة فائقه قطعت عضوه التناسلي فصرخ جسار بشده وحمل عضوه الذكري وهرع للشارع وهو عريان (بدون ملابس) واستنجد بالناس لاسعافه وبالفعل أسعف بسرعة فائقه لاحد المستشفيات الكبيره والقريبه من السكن وهناك خضع لعمل جراحي لاعادة عضوه الذكري و قام بالعملية فريق متكامل من جراحين الاوعيه الدمويه والاعصاب والجهاز التناسلي وأستمرت العملية سبع ساعات بينما عشيقته خرجت من السكن في غاية الهدوء وأتجهت لسكنها الأصلي وابلغ عنها وتم أعتقالها من الشرطة والتحقيق معها وأهم ماذكرته في التحقيق أن جسار خدعها وكذب عليها وأضاع مستقبلها ونتيجة ذلك لم تتحمل ما أقدم عليه فاأضطرت أن تنهي مستقبله الجنسي ورجولته جزاء لما أقدم عليه وتمت أحالتها للمحكمه وحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات مع التعويض . واخذت الواقعه حديث الاعلام الايطالي والعالمي وعندما كنت في سوريا سمعنا في برنامج عجائب وغرائب بعنوان امراءة ايطالية تقطع العضو الذكري لطالب يمني في كلية الطب وهكذا أصبح موضوع جسار منتشرا خاصة في اليمن وعندما وصل الخبر لأسرته في اليمن تبرئت منه أما شفيقة اصرت على الطلاق والانفصال.
أعيد العضو الذكري لجسار ولكن للوظيفة بوليه أما الجانب الجنسي أصبح مفقودا . واصل جسار استكمال دراسته ووقف وشجعه مسعد لتجاوز الظرف ومواصلة الدراسة وأقنعه أن عدم أستمراره في الدراسة والتخرج سيقضي على حياته مؤكدا له أن الامكانيه كبيره لاعادة عضوه الذكري والعودة لحياته الجنسية والاجتماعية كما كان في السابق واقنعه بان ذلك مرتبط بمواصلته الدراسه والتخرج وقال له أن ما حصل يجب أن يكون ركيزة لنهوضك ونجاحك . أما توفيق فأضطر للهروب مع زوجته لجامعة جنوا خوفا من انتقام جسار وخاصة أن جسار قطع على نفسه عهدا بالانتقام من توفيق أشد انتقام .أستطاع جسار وبارادة قوية وبتشجيع من مسعد وزملاءة الايطاليين مواصلة دراسته بارادة قوية وتخرج بتقدير ممتاز وعرض عليه البقاء في كلية الطب كمعيد وعرضت عليه الدراسة العليا و فضل انتظار سنه حتى يكمل مسعد دراسته والعودة سويا لليمن.
وخلال سنة الانتظار لمسعد رسم جسار صوره ومخطط لعودته لليمن والعمل وتجاوز الظرف عرض عليه مسعد خلال هذا الوقت اجراء عملية جراحية لاعادة وضعه للحاله الطبيعية مؤكدا أن نسبة النجاح خمسه وتسعون بالمئه ولكن جسار فضل تأجيل الموضوع حتى يعيد ترتيب أوضاعه في اليمن وقضى معظم السنه في المستشفيات الجامعية للتطبيق واكتساب الخبرات
أما توفيق فقد عاش بقية فترته الدراسيه في جنوه مراقبا حياة جسار عن بعد ويتواصل مع مسعد ويترجاه أبعاد جسار واقناعه بعدم الأنتقام وعاش حياة رعب خوفا من انتقام جسار بل وأصبح جسار كابوس في حياته لدرجه قيامه بشراء جهاز صغير شبيه بلجام الحيوانات وتستعمله الاناث في ايطاليا بوضعه على الجهاز التناسلي لمقاومة الاغتصاب والجهاز يتكون من غطاء مرن ومجوف مصنوع من البلاستيك المقوى يربط من الامام الى الخلف برباطين ومن الخلف برباط من البلاستيك المرن والثلاثه الاربطه تقفل على حزام مقوى في الخاصره ويفتح الحزام بواسطة بصمة الابهام ليلازمه الحزام معظم اوقاته ولايفتحه الا عند النوم وعندما يتاكد أن أبواب المنزل مؤمنه أما زوجته بين الحين والأخر تقوم بزيارة عشيقة جسار للسجن شارحتا وضعية الزواج في الاسلام وانها استعجلت وأخطأت بحق جسار وأن جسار يحبها وكان يريد الزواج بها وبنفس الوقت حريصا على أولاده وزوجته شفيقة و تفهمت عشيقة جسار الموضوع وأصيبت بحاله من الندم بل وتكونت لديها عقدة الذنب تجاه جسار وعندما خرجت من السجن أخذت على نفسها عهد بعدم الزواج باي رجل اخر والتحقت بكاتدرائيات القديس مرقس في روما وأصبحت راهبه وأعتزلت الحياة .
وبعد ان أكمل توفيق دراسته أستعد للعودة الى اليمن وقام بترتيب موضوع سفره مع زوجته وحرص على التنسيق مع مسعد حتى يتجنب جسار. عاد توفيق وزوجته عازفة العود لصنعاء وتم تعيينه بالمستشفى الجمهوري أما زوجته أصبحت مدرسه في معهد الفنون الموسيقيه وأقامت علاقة واسعه مع الفنانيين وأصبحت تقضي معظم أوقاتها خارج البيت وأحيانا لاوقات متاخرة من الليل ودخلت في مشاكل قوية وحادة مع توفيق اتفقا في نهاية الامر على الأنفصال وعودتها لايطاليا وبعد أن سافرت حمد توفيق الله لعدم انجابه منها وظلت علاقتهما كأصدقاء , تزوج توفيق من عائلة صنعانية عريقة و استغربت زوجته من موضوع الجهاز الذي يستخدمه ليبرر لها أن الجهاز يجعل المكان طاهرا وظل خائفا ومرعوبا ويطاردة الكابوس من وصول جسار و اضطر لحمل مسدس أضافة لجهاز الحماية ولجأ لطلب المرافقين خوفا من عودة جسار وانتقامه .
انهى مسعد دراسته وعاد مع جسار بعد اكمال اجراءات التخرج ووضع الخطط لتهيئة جسار وتقبل اهله الخبر ومعالجة المشكلة ووصل صنعاء ومكثا مايقارب الشهر لترتيب أوضاعهما وعاش جسار حالة من القلق بين المكوث في صنعاء وزيارة قرية العنكب وكيفية الظهور على شفيقه واولاده واهله وتبرير ماحدث ليقنعه مسعد بضرورة السفر للقرية دون تاخير ووضعهم امام الامر الواقع مع التبرير المقنع ومحاولة التصالح معهم , سافر مسعد وجسار لقرية العنكب وجسار في حالة نفسيه سيئة طيلة الطريق وعندما وصلا أجتمع الناس على جسار وهم يتهامسون ويضحكون ويقولون انه سبب للقرية سمعة سيئه ماعدا أولاده كانوا ينظرون لوالدهم بعين العطف والحنان و أثار الحزن على وجوههم أما زوجته فلم تقابله الا من وراء الحجاب وعلقت عليه بجملة قصيره (عدمك أفضل من وجودك ياجسار) وطلبت منه الطلاق العاجل اما والدية رفضا مقابلته وعندما شعر مسعد وجسار بانهما ضيفان غير مرغوب او مرحب بهما نهضا للعوده ووضعا مسعد عنوانه كوسيله للتواصل وغادرا قريه العنكب ولحق بهما بعض الرجال والنساء والأطفال يعلقون بشكل غير مؤدب بينما أولاد جسار يصدونهم وهم يبكون ويدفعونهم بالتهديد والقوة للخلف ثم توقف جسار ليقبل أولاده ويطلب منهم الأهتمام بدراستهم ويبدي أستعداده للتواصل والوقوف معهم حتى يصلوا لبرالأمان مكث مسعد وجسار في صنعاء وتم تعيينهما في مستشفى الثورة ليقضي جسار معظم وقته في المستشفى مقدما خدماته على مدار الساعة وأشتهر بتميزه وأقتداره ومعرفته المهنيه واصبح مشهورا على الملأ , ظل مع مسعد مايقارب السنتين في المستشفى ولم يتحمل عزلته الاجتماعيه والغمز واللمز والمزح من زملاءه والموظفين في المستشفى وأصبح كثير الشكوى لمسعد لما يعانيه حصل مسعد على فرصه عمل في المدينه المنوره بالسعوديه فعرضها على جسار فوافق وجهز أغراضه وتوجه للسعوديه تاركا مهمة التواصل مع اولادة عن قرب لمسعد وحصل على فرصة عمل في مستشفى المدينه وهناك قضى معظم وقته بالعمل في المستشفى والعباده في مسجد الرسول بالمدينه المنوره و أشتهرجسار في المستشفى وأحبه زملاءه وموظفي المستشفى ولقب بالطبيب الزاهد واعطي له سكن في نفس المستشفى وأشتهر في المدينة بين الناس بعمل الخير وكفائته أحبه زملاءه ورؤوساءه واصبح مثلا للطبيب الناجح والخير وعرض عليه الزواج أكثر من مره ولكنه اعتذر واعرض عن ذلك أما أولاده عند علمهم بسفره حزنوا حتى شفيقة شاركتهم حزنهم وبكاءهم وحزنت بشدة أما والده ووالدته فكانوا يدعون له بالتوفيق وحسن الختام, وفي البدايه تواصل جسار مع اولاده عبر مسعد او الرسائل المباشره ثم زيارة أولاده له في المدينه وظل مسعد أقرب الناس له والنافذه التي يتواصل مع مجتمعه في اليمن .
تزوج مسعد وعاش في صنعاء وظل على اتصال دائم مع اولاد جسار وتولى متابعتهم في الدراسة وشئون الحياة بالتنسيق مع شفيقة. وارسل جسار لمسعد مبالغ يصرفها على أولاده الثلاثه وشفيقة ووالديه حتى تخرج أولاد جسار من تخصصات جامعيه مختلفه ونقل مسعد علاقته بعائلة جسار الى علاقة مباشره بين جسار وأسرته .
وسافر أولاد جسار للسعودية وساعدهم والدهم في الدراسه العليا والحصول على فرص عمل بالمدينه بحكم علاقته الطيبه مع السعوديين في المدينه المنورة ولحقت شفيقه بالاولاد وعاشت لبعض الوقت مع الاولاد وحاول الاولاد اعادة لم شمل الاسرة ولكن جسار اعرض وامتنع عن ذلك قائلا انه تعود على وضعة الحالي وأصبح مريحا له وللجميع ولا يحبذ الدخول في معاناة او تجربة جديده فطلبت شفيقه من الأولاد لقاءه و اعتذر وتهرب مرارا فأصرت على أولادها وأقسمت عليهم يمين مغلظه أن يقودوها لوالدهم في مستشفى المدينه وهناك وبشكل فجائي دخلت على سكنه في المستسشفى في وقت تواجده حاول التخلص والهروب مرددا عليهم لا داعي للاحراج فامسكت به شفيقة بقوة وقالت وهي تذرف الدموع أستحلفك بالله أن تسمعني ياجسار أني أم أولادك صحيح أنني تألمت وقهرت منك ولكنني ربيت أولادك ونذرت نفسي وحياتي لهم , لقد ربيتهم أحسن تربية وعلمتهم أحسن تعليم صحيح ياجسار انت غلطت ودفع الجميع الثمن وعلينا أن نلمم جراحنا من أجل أولادنا وأسرتنا وأن نكمل ماتبقى من حياتنا وساكون خادمة لك ولأولادك واعيش معك على سنة الله ورسوله زوجة وفيه كما عهدتني. بكى جسار وأولاده بكاءا شديد من هول الموقف ودنت شفيقة تقبل أقدام جسار وقال حاشيكي أنا من يقبل قدماك وضم الأولاد أباهم وأمهم في منظر مهيب ومؤثر وألتئم شمل الجميع ليعيشوا مع بعض أما مسعد فكانت ظروفه صعبه ومترديه ماليا ليساعده جسار بين الوقت والاخر وفي الاخير اضطر لمغادرة اليمن مع أسرته واللحاق بجساروكانت هذه أخر أمنية لجسار أن يستكمل حياته أيضا مع أخ عزيز علم توفيق بسفر مسعد واستقرار جسار في المدينه وأنتهاء نزعة الأنتقام لجسار تجاهه فابعد الجهاز وعاش حياة طبيعية دون خوف أو وجل وأصبح طبيبا مشهورا في صنعاء.

إرسال تعليق