كُتَلُ الظَّلَامِ تَرْتَصُ فَوْقَ جَبِيْنِ الْمَدَى ..
مَحَاقُ غُرَّةُ الشَّهْرِ يَتَوَسَطُ شُحُوْبَ الْأُفُقْ ..
نَسِيْمُ صَقِيْعٍ بَارِدٍ يَتَكَوَّرُ خَلْفَ سَتَائِرَ نَافِذَتِيْ ..
قَلْبٌ يَتَّكِئُ عَلَى أرِيْكَةِ الْقَلَقِ يُثْقِلَهُ الشَّوْقُ
حَدَّ الْإغْمَاءْ ..
نَحْرٌ ضَاقَ بِنُهْدَتَيْنِ
وعَرْبَشَتْ فِيْ مَمَرَّاتِهِ غُصَصُ الْبُكَاءْ ..
حَوَافِرُ الَّليْلِ الْمَدْسُوْسَةَ فِيْ رِمَالِ شُرُودِيْ ..
عِفََّةُ الْأنِيْنُ الْمُخْتَزَلُ فِيْ مَعَابِرِ رُوْحِيْ ..
عَاشِقٌ أنَا أتَنَزَّهُ فِيْ بَسَالَاتِ الْبُعْدِ
يَلُفُّنِي الْحِرْمَانُ
ويَسْتَطِيْرُ بِيَ الْفُقْدَانُ الْأرْعَنْ ..
أتَزَنَّرُ بِالّأمَلِ
وأنْتَقِيْ تَصَنُّعَ الْبَسَمَاتِ
لِأُرَمِّمَ تَجَاعِيْدَ بُؤْسِيْ النَّابِتَ فِيْ شَتَاتِ
الْقَطِيْعَهْ ..
كُنْتُ أجْنَحُ إلى طَائِلَةِ حُلْمٍ يَرْكُضُ
فِيْ جَرَائِزِ سُكُوْنِيْ مُسْتَبِدَّاً بِآخِرِ لَحَظَاتِ
غَفْوَتِيْ ..
حِيْطَانُ غُرْفَتِيْ الْخَرْسَاءُ تَغَتَالُنِيْ
تَقَاسِيْمُهَا فَتَرْسُمُ ذَلَكَ الشَّبَحَ
الأرْجُوَانِيْ
يَقْتَحِمُنِيْ الْخَوفُ
ويُضَاجِعُنِيْ الْفَزَعْ ..
اهْرِبُ إلى جِوَارِ نَفْسِيْ اخْتَبِئُ
خَلْفَ ذَاتِيْ اصْطَدِمُ بِوُحْشَةِ
الْمَكَانْ ..
جَفَّتِ الدَّقَائِقُ فَوْقَ صَلِيْبَ الْوَقْتِ
و تَرَهَّلَ السُّكُونُ فِيْ قَتَامَةِ الَّلحْظَةِ
حَتَى اقْرَاصُ الإسْبِرِيْنُ هِي الآخْرَى
اصْبَحَتْ حُبْلَى بِالألَمْ ...
محمد القاسمي

إرسال تعليق