أنا والمنزل المهجور
_______________
يخيمُ الأسى على صدري
فأهرول كعادتي
إلى منزل مهجور
يكتض بأحرف دفاتري القديمة
أنفض الغبار من عليها
فأقرأها بتمعن
فإذا بي غارق في الكآبة
والروح منهكة ترفض الإتكاء
تسلقت جدار الحلم
فحاولت أن أرسم وجه خيبتي
على ناصيته
فكانت اللوحة باهتة
وكأنها تحصي لهاث الظلام
فأرمم شعور الخيبة بالوهم الطويل
كيان الذات يتوق للمدى
إنني افتقد حمامة السلام
أن تمد لي من جناحيها
ريشة واحدة لأشعر بالأمان
فأنا مفقود في وطن الضوء
كل يوم أسافر في مدن البكاء
اقتطف من رحلتي العناء المر
لأجدني مرمياً
خلف الأفق السحيق
في قتامة الأيام
متلبسٌ بالصمت
يفيض الحبر وجدانا
فأصدقائي الٱوفياء
" الوحدة، الكتب والمطر "
وعكازتي مصنوعة
من الفتات
فأمضي في كفاف الزمن وحيداً
مرتدي جلالة الكبرياء
لا زلت في المنزل المهجور
لحظات تسرقني الذكرى
فأعددت لي
طبق شهي من النسيان
فلم ينضج النسيان
غفوت على دفاتري
علّي اتصالح مع الذاكرة
فصحوت والأوراق
مأهولة بالأسى
من بقايا ذاك الحطام
مازلت عالقاً
تحت وطأة الوجع
عارٍ بلا فرح
متشبث بآمال مبتورة
تسكنني القصائد
والريح تهز النوافذ
لتدفعني لجموع الألم
إنّي بحاجة إليّ
لأواجه العواصف المقبلة .
#عازفة_الليل
26/12/2019

إرسال تعليق