"سِياق السحاب"
وَدَدّتُ لو التهِم كلَ يومٍ أقراصً مِن النجُومِ اللامِعة وأخذُ رشفةً في وقتِ المغيبِ من كوكبٍ أحمرٍ ناريّ، وأسرقُ خِلسةً القمرَ المتوهجّ وددتُ لو أرى هِمم السحابِ المتكاثفةِ، وددتُ في الحقيقةِ لو أركب على متنِ مركبةٍ فضائية أُحلق فيها وأرى غسقَ الليلِ والشفقّ وددتُ لو أُلامسُ غيمةَ الحظِ التي تُخفي ورأها رذاذَ المطر، وددتُ لو أرى ذلكَ اللونَ المَطفيُ على السحابةِ الصغيرة الزرقاء التِي تختبئ خلفَ ذلكَ الجبلِ الرصِين، وددتُ لو أُسابق الرياح مع تِلكَ الطيورُ الملونة المُتسابقة على سِياق السحاب، وودتُ لو أرى عن كثب كيفَ أن الله يُزجيّ السحاب ويجعلها تعبرُ المُحيطات والمُدن كيفَ تُطيعهُ بِحُب، وددتُ لو أرى كيف يتساقطُ النَدى على تِلكَ الأوراقِ الخضراءِ الوثيرة، وددتُ لو التِهِم كُل ما يتساقطُ من لُدنِ السماءِ بِدقة وددتُ لو التهِمُ السماء كُلها من فرطِ حُسنِها ، ثُم إننِي ابنةُ الليل وشقيقةُ النجوم ورفيقةُ السَحاب من ذا الذي يَعترضُ عليّ التهامِها.
آلاء باسل

إرسال تعليق