-->

روائع الادب روائع الادب
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

لعنة حبك الجحيم خيوطها

☆عنوان القصة: لعنة حَبَّك الجحيمُ خيوطها.☆
☆التصنيف: واقعية، مآساة☆
♡بقلم: إمبراطورة الأمل❤♡

الجزء الأول بعنوان: مُداهنةُ صديق.

•°مقدمة°•

نتخذ الكثير من القرارت ونقول الكثير من الأشياء دون أن ندرك أنها خاطئة ، ولا ندرك خطأنا الا بعد فوات الأوان ، ولكن هل سنتمكن من تصحيح أخطائنا ؟؟ هل نستطيع تغيير واقعنا الذي وصلنا له بسبب تهورنا !!؟؟ كلمات تمتمنا بها بدون وعي ، دعوات دعوناها وأبواب السماء مفتوحة فاستجاب لنا رب العباد ، فهل نستطيع تغيير كل هذا ؟؟ الله وحده هو من يعلم !!

•°بداية القصة°•

كالعادة يرجعان للمنزل فارغي الأيدي ، ينظران لوالدنا الذي يجلس في أحد أركان المنزل غير المسقوفة وهما يحاولان إيجاد عذرٍ جديد ..

تقدمتْ والدتُنا نحوهما بملامحَ جامدةٍ وهي تنظر لعُلب التبغ بيديهما قائلةً بعصبيةٍ وهي تشد قبضةَ يدها حتى بَرزت عُروقها : لا تقولا لي أنكما عُدتما للسرقة !!

إرتبكتُ قليلاً وأنا أسمع صراخ أُمي عليهما ، نظر الإثنان لبعضهما بتوتر وإرتباك ، ثم نظرا لعينيّ والدتنا التي تشتعل غضباً ، أشاحا ناظريهما عنها بخجلٍ وطأطأ كل واحدٍ منهما برأسه للأرض .

قالت والدتنا بقلةِ حيلةٍ مِن حالهما مُخاطبة والدنا الذي يجلس في ذلكَ الرُكن دون أي تعابير واضحةً وهي تتوسله بعينيها : أرجوكَ إفعل شيئاً ما، أنظر إلى أين وصل حالنا !!.

تجاهل أبي كلامها وكأنهُ لم يسمع شيئاً وقال لأخويّ : هل أحضرتما النقود كما طلبت ؟؟

حنى أخي "سامر" رأسه متجاهلا ما سمعته أُذناه ، أما شقيقه التوأم "تامر" فأخرج من جيبه بعض المال وإتجه ناحيةَ أبي وهو مغتاظٌ جِداً .

نزلت دموع أمي وهي ترى ولدها يُقدم المال المسروق لوالده ، شعر "سامر" بحُزنها وحاول أن يُمسك دموعه التي تلألأت في عينيه.

لم تتحمل أمي هذا الأمر أكثر من ذلك ، إنهمرت دموعها لتحرق وجنتيها الورديتين ، لن أنسى إلتماع عينيها العسليتين وقتها فقد كان بؤبؤهما يقاوم الدموع التي غمرت جفنيها ، سمعتها تتمتم بكلمات غريبة ، كانت تقولها بقلبٍ محروقٍ مما يحدث .

قالت وهي تقاوم دمعاتها التي أبت إلا أن تنزل لتبلل مُقلتيها : ليتني لم أنجب أولاداً ، ليتني لم أكن أماً لهما ، ليتهما كانا مجنونين ولم يكونا لصين .

كنت أنظر لوجهي أخويّ التوأم اللذان كانا يحاولان حبس دموعهما ، كانت أعينهما اللاتي تماثلن لون البحر تلتمع بألمٍ من كلام أمي ، أنزل "سامر" رأسه لتنزل خصلات شعره البنية لتغطي عينيه ، وتخفي دموعه .

أشحت نظري عنهما لأرى أبي محاولةً إستيعاب مايحدث ، لكن ملامحه كانت باردة بدون أي تعبير ، يستنشق دخان سجائره بشراهة وعيناه حالكتا السواد تلتمعان بحدة، وكأنه يقول لا تقتربوا مني .

مرت عدة أشهر منذ ذلك الحين ، سافر خلالها أخي "سامر" خارج البلاد للبحث عن عمل أفضل من السرقة ، فبعد ما سمعه من أمي لم يتحمل فهو بعكس "تامر" حساسٌ جداً ولا يرضى أن يتحدث عنه أحد ، أما "تامر" فقد إستمر على ماهو عليه.

سمعت طرقات خفيفةً على الباب ، أمي كانت في المطبخ تُعد لنا طعام العشاء وأبي كعادته لا يأتي إلا بعد منتصف الليل ، نظرت لأخي الصغير "ريان" لأطلب منه أن يفتحه لكنه رفض أن يذهب ، هرعت له بعد أن زادت الطرقات .

فتحته لأعرف من خلفه ، فإذا به صديق أخويّ المقرب لهما المدعو "صفوان" .

إبتسمت له بمرح فقد إعتدت على مجيئه الدائم لبيتنا ، طلبت منه الدخول لكنه رفض قائلاً بعجلة : صغيرتي "رايان" هل يمكنني أن أطلب منك شيئاً مهماً ؟

نفخت وجنتيّ بشكلٍ طفولي وأنا أنظر لعينيه الخضراوتين وشعره الأشقر الذي لطالما جذبني وقلت له بغيظ : أنا لست طفلةً أصبحت في التاسعة !!

ضحكَ حتى بانت غمازته المحفورة في خده الأيسر ليردف: أعرف يا أميرتي ، لكن هلا أعطيتي هذا الكتاب لشقيقكِ "تامر"؟! .

تناولت ذلك الكتاب الصغير الأسود منه ، شكله جذبني كثيراً ، صرت أتامله بتمعن ، لكن "صفوان" قاطعني وهو بعجلةٍ من أمره قائلاً بحزم : إياكِ أن تفتحيه ، سلميه لتامر بسرعة أنا ذاهبٌ الآن .

رحل دون أن أتمكن من الرد عليه ، دخلت وأقفلت الباب ، وإتجهت لتامر الذي يلعب بهاتفه القديم الذي عفى عليه الزمن في غرفته ، إقتربت منه وناديته : تامر تفضل هذا من صديقكَ "صفوان" .

ترك هاتفه ونظر لي ، وكعادته قام ببعثرة شعري الأسود بطريقة مزعجة ، يقول إنه يستمتع باللعب به ، أخذ الكتاب مني وقال لي بلطف : شكراً يا أميرتي الجميلة سأذهب بكِ غداً للتنزه في الحديقة.

إبتسمت له وقبّلت جبينه ، ثم أردت الخروج لكنني تذكرت الكتاب وسألته مستغربة وأنا أميل برأسي : ماذا تعني "بوابة الجحيم" ؟؟!

رفع كتفيه بمعنى لا أدري ، تجاهلت فضولي الذي عشش في قلبي وذهبت لتناول طعام العشاء .

مرت ثلاثةُ أيامٍ تغير فيها أخي "تامر" كثيراً ، مراتٍ عدةً أسمعه يحدث نفسه في غرفته ، وفي بعض الأحيان أسمع صوت صراخه ونحيبه ، كما أنه أصبح يمنعني من الدخول عنده ، هذا ليس أخي الذي أعرفه ، فقد كست الشعيرات البنية ذقنه الذي لطالما كان يعتني به ويداوم في حلاقته ، أصبح شخصاً آخر ، توبيخ أبي له على النقود قد زاد كثيراً ، لكنه لا يُبالي بالأمر .

في أحد الأيام كنت قد عُدت من منزل صديقتي في الساعة العاشرة مساءً ، وجدته يجلس في صالة المنزل المكشوفة والنجوم تلمع من فوقه بأشكال جذابة تمتع أنظار من يراها كانت السماء حالكة السواد وقتها ، وهو يمسك بذلك الكتاب الأسود الصغير ، الذي تتوسطه رسمة لباب ضخم بلونٍ أبيض ساطع مُزخرفاً بجماجم سوداء تعلوه جملة من كلمتين وهي " بوابة الجحيم" .

لكن ما أثار فضولي هو شكل عينيه اللتان توسعتا أثناء قراءته له ، كانت وجنتاه ترتجفان ، وبؤبؤ عينيه الزرقاوتين يرتجف مع كل سطر يقرأه ، يداه ترتعشان بقوة ، فجأة ظهرت قطتان ضخمتان حالكتا السواد من إحدى زوايا البيت المظلمة ، شعرت بالذعر وهما تحيطان بأخي وتدوران حوله ، وكأنهما تبنيان حائطاً يمنع أي أحد من الإقتراب ، زادت رعشته مع إقتراب القطتين له ، وكلما تعمق في القراءة كلما إقتربت منه أكثر .

أفلت "تامر" الكتاب من يده وهو يتمتم بذعر : لا تقتربوا مني دعوني وشأني أنا لم أفعل شيئاً لكم أرجوكم إتركوني !! .

بدأ يلوح بيديه وكأنه يصارع الهواء مغلقاً عينيه بذعر ، وشعره البني يتطاير مع حركته العشوائية .

شعرت بخوف كبير مما رأيته وصرخت دون شعور مني بعد أن أغلقت عينيّ حالكتيّ السواد : أبي أمي تعالا أنا خائفة .

ثم وقعت على الأرض وأنا أضم نفسي من الخوف ، قدماي لم تعودا تحملانني ، وكأن قالباً من الثلج يغلفهما ، انقضت تلك القطتان على "تامر" ، بينما جاء أبي مع أمي على صراخنا ، من الجيد أن أبي قد عاد للبيت باكراً هذه الليلة .

توسعت عيناهما بذعرٍ من هول ما رأياه ، كيف لا وهما يُشاهدان قطتين بهذا الحجم وبهذا السواد تنهشان بوجه "تامر" ؟!.

أخذ أبي عصا المكنسة التي كانت في الردهة، وبدأ بضرب القطتين محاولاً إبعادهما عن أخي ، فقد تهشم وجهه الأبيض من مخالبها ، وطُمست ملامحه الجميلة .

أخذت أمي هي الأخرى عصا مكنسة وبدأت بضربهما وهي ترتجف من الخوف .

وبعد عناءٍ طويل هربت القطتان وتركتا أخي بعد أن تشوه وجهه .

من الجيد أن أخي "ريان" كان نائماً ولم يرى كل هذا ، قام أبي بأخذ "تامر" للمشفى ، بينما جائت أمي لتتفقدني .

حسناً مر على هذه الحادثة أسبوع ، وحالة أخي "تامر" تزداد سوءاً ، أصبح يحدث نفسه كثيراً ، وفي أغلب الأوقات يصرخ بهذيان وكأن أحداً ما يحاول قتله ،حالته أشعرتني بالذُعر .

بدأت الأمور تزداد سوءاً يا إلهي ، تصرفات أخي أصبحت غير معقولة ، لم أعد أعرف هذا الشخص !! ، في بعض الأحيان تطلب أمي مني أن أوصل العشاء له لكن طريقة تحديقه بي ترعبني ، وأحيانا يسألني من أنتِ ؟!

جل ما في خاطري أن يعود "سامر" لربما استطاع فهم ما يحدث !!.

لاحظت شيئاً وهو تغير حال "تامر" كلما قرأ ذلك الكتاب الملعون ، فكرت أن أذهب وأسأل "صفوان" عنه ، لكنه مسافر لخارج البلاد ، ما عساي أفعل ؟!

مرت الأيام ، الأسابيع ، والأشهر والأمر ذاته يتكرر "تامر" يحدث نفسه يصرخ ويبكي بألم كل ليلة ، لكن هذه المرة مختلفة لأن أبي إختفى منذ يومين وقد سمعنا أنه قُبض عليه في أحد المقاهي المشبوهة ، نحن وحدنا في البيت وصراخ أخي يعم أرجائه ، احتضنتنا أمي محاولةً جعلنا نشعر بالأمان .

•°○يتبع○°•


☆عنوان القصة: لعنة حَبَّك الجحيمُ خيوطها.☆
☆التصنيف: واقعية، مآساة☆
♡بقلم: إمبراطورة الأمل❤♡

الجزء الثاني بعنوان: فاجعةٌ تهز قلب طفلة.


أغمضتُ عينيّ وأنا اندس بين أحضانها ، وشعرها الأسود الحريري ينسدل بنعومة ليغطي وجهينا ، كان "ريان" يبكي بخوفٍ وذُعر .

في هذه الأثناء إقترب منا صراخ "تامر" ، وشيئاً فشيئاً أصبح صوته أمامنا ، طَرق باب غرفة نوم أمي أزرق اللون ، تشبثت بحضنها اكثر أكثر ودموعي تنزل بدون توقف وكأنها شلالاتٌ متدفقة .

الباب كان رثاً حطمه "تامر" ودخل لنا ، سمعت صرخة أمي المذعورة ، التفت دون أن أشعر ، أطرافي توقفت عن الحركة ، بؤبؤ عينيّ السوداوتين متوسعٌ وساكن ، كيف لا وأنا أرى شبحاً مُرعباً يشبه أخي ؟! ، عيناه مفتوحتان على وسِعمها وقد كساهما لون الدم ، لون وجهه مائلٌ للسواد والعروق المشدودة تملؤه ، شعره الذي كان بلون البندق أصبح حالكَ السواد ويغطي نصف وجهه كلما تقدم نحونا مال شعره ليغطي جهة من وجهه ، يداه تتمايلان مع حركته وكأن مشيته غير متوازنة والسكين السوداء تزين قبضة يده اليمنى .

قطع حبل أفكاري صراخ أمي وهي تبحث بعينيها عن شيء توقفه به قائلةً بخوف : "رايان" خذي "ريان" واذهبا من هنا بسرعة .

مع الأسف نهضت أمي تبحث عن شيء تحمينا به ، بينما أنا بقيت ساكنةً في مكاني غير قادرة على تحريك قدماي ، أشعر أنهما مشلولتان ، "ريان" يحتضنني بقوة وهو الآخر عاجزٌ عن الحركة ، ما عساي أفعل ؟!؟

التفت لأرجاء الغرفة لأبحث بعينيّ عن مكان أهرب منه !! لكن ليس هناك غير الجدران المطلية بالأبيض الذي بدأ بالتشقق ونافذة خشبية صغيرة مهترئة تتوسط الحائط الخارجي للغرفة ، ركزت أنظاري على "تامر" الذي أصبح أمام أمي تماماً ، والشر يتطاير من عينيه المرعبتين ، بالكاد إستطاعت أمي التصدي له وإمساك يده التي تحمل السكين ، لكن مقاومتها بدأت تضعف رويداً رويداً .

صرخت بضعف وقلة حيلة وهي تدفع "تامر" للخلف حتى سقط ذاك الكتاب من داخل قميصه الأسود : "رايان" خذي "ريان" وأهربا من النافذة .

إستقر الكتاب على أرضية الغرفة ويبدو أن قوة "تامر" تراجعت قليلاً حينها ، صرختُ بخوف على أمي : ماذا عنك ؟! لن أتركك هنا أبداً أمي .

قامت أمي بدفع "تامر" بكل قوتها ، وتناولت الكتاب من الأرضية المتشققة ورمته لي وهي تحاول تحذيري قائلة : أرجوكِ "رايان" إذهبي وخذي هذا الكتاب وأحرقيه فهو السبب ، ولكن اياكِ أن.

لم تكمل أمي كلامها لأن "تامر" قد طعنها من ظهرها ، وقعت على الأرض والدماء تغطيها بالكامل ، لم أستطع إستيعاب ما يحدث ، أنا لا أصدق هذا عقلي مضطرب ! ، أخي قتل أمي أمامي وهو يتجه نحوي ليكمل جريمته ، تذكرت كلام أمي ، "ريان" مازال طفلاً فما ذنبه ؟! ، احتضنت يد أخي بيدي اليمنى بينما أمسكت الكتاب بيدي اليسرى وركضت به للنافذة التي كانت مطلة على حديقة المنزل الخلفية ، قمت بضرب خشبها المهترء بالكتاب الصغير ، تحطم بسهولة ، ساعدت "ريان" الذي يتحرك معي كالدمية على الخروج وتبعته ، ولحسن الحظ كانت حركة "تامر" بطيئة لأن الكتاب ليس معه ، ركضت وأنا أمسك يد أخي الصغير بقوة ، وتابعت مهرولةً ودموعي تتطاير معي ، أشعر بنغزات تخترق قلبي ، وكأنها خناجر مسمومة انغرست في أحشائي ، في دقائق معدودة فقدت شخصين من أقرب الناس لي ، أخي وأمي ، بتُ وحيدة ، لا أعرف أين أذهب ؟! أو أين سأتوقف عن الركض !؟ ، إنتصف الليل ونحيبي على موت أمي يقطع سكونه ليُسمع أنيني في كل الأرجاء .

°•○يتبع○•°

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

تابعونا لتتوصل بجديد هشام هاشم

Carousel

جميع الحقوق محفوظة

روائع الادب

2016