( أين الصباح )
يا ظلمةَ الليلِ هل خانَ الصباحَ غدُ
أم كُبلتْ في دجـانا للصباحِ يــدُ
أم الليالي الـتي في أفـقنا عـقـمـتْ
فلـيسَ تحــبـلُ بالأنـوارِ أو تـلـدُ
حلّ الـظـلامُ دهـورًا فـوق أظهرنا
مـا آبَ فجـرٌ ولـم يرفقْ بنا الأمـدُ
أين الصباحُ هـرمـنا في متـاهـتـنـا
ندنو فينأى وكم يدنـو فـنـبتعدُ
يصارعُ الحلـمُ يأسـًا بين أفـئـدةٍ
ظمأى ترى المـاءَ دفـاقـاً ولا تـردُ
إنَّ الأمـانيَ تـاهـتْ في سـرادقـنا
شاختْ تفتشُ عـن نـورٍ ولا تـجـدُ
في لجةِ الحزنِ أزهارُ الـمـنى ذبـلـتْ
والحالمونَ إلى آهـاتـهمْ خـلَـدوا
والخائفونَ لقوا في الذلِّ مصرعهمْ
والـثائرونَ بساحاتِ الوغى فُـقِدوا
تجـري المآسي بحـارًا في مـرابـعـنا
وكـلـمـا جـفَّ نـبـعٌ جـاءنـا الـمـددُ
آهٍ، وكـم في الـحـشـا للآهِ مـن آلـمٍ
تـفـتـّتْ من لـظى نيرانِهـا الـكبدُ
لا تسألوا يـمنًـا ما سرُّ شـقـوتـهـا
فـكيف تـسـعـدُ أمٌّ عـقـَّهـا الـولـدُ
تُـدعى السعيدةُ والأحـزانُ تغمرُهـا
فلا سـعدنا ولا فـيـهـا الألى سَعِـدُوا
تـنـاهـشـتهـا ذئـابُ الأرض قـاطـبةً
فـمـا تـبـقى لـهـا روحٌ ولا جـسـدُ
لمَّا أبـينـا غـدًا عـادَ الـدجى شـَغِـفـا
بـسـطـوةِ الأمـسِ في إذلالـنـا يَـعــِدُ
أوَّاهُ أواهُ كم للجورِ من سـنـدٍ
وعزَّ في الناسِ حامي العدلِ والسندُ
يا رحمةَ اللهِ جودي وانقذي وطـنًـا
داسَ الـطـغـاةُ على هاماتِه صـعَدَوا
خالد الشرافي - اليمن

إرسال تعليق